كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

كَرِيمًا، فجاء فأسلم، وأما عبد الله بن أبي سرح (¬1)، فإنَّه اختبأ عند عثمان بن عفان فلمَّا دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النَّاس إلى البيعةِ جَاءَ به حتى أوقَفَهُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله، فنظر (¬2) إليه ثلاثًا. كُل ذلك يأبى، فبايَعهُ بعد ثلاثٍ ثم أقبل على أصحابِهِ فقال: أما كان فيكم رجُلٌ رشيدٌ يَقُومُ إلى هذا حين (¬3) رآني كَفَفْتُ يَدي عن بيعتِهِ فيقتُلَهُ" فقالوا: وما يدرينا ما في نفسك يا رسول الله (¬4)، هلا أومأْتَ إلينا بعينك. قال: "إنه لا ينبغى لنبيٍّ أن تكون له خائنةُ الأعين".
أبو داود (¬5)، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعَفُّ النَّاسِ قِتلَةً أهل الإِيمان".
البخاري (¬6)، عن عبد الله بن يزيد قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النُّهْبى والمَثُلَة.
النسائي (¬7)، عن أبي هريرة قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعثٍ وقال: "إن وجدتم فلانًا وفلانًا -لرجلين من قريش- فأحرقوهما بالنّار" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أردنا الخروج: "إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النَّارَ لا يُعذِّب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما".
¬__________
(¬1) النسائي: (عبد الله بن سعد بن أبي السرح).
(¬2) النسائي: (قال فرفع رأسه فنظر).
(¬3) النسائي: (حيث).
(¬4) النسائي: (وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك).
(¬5) أبو داود: (3/ 120) (9) كتاب الجهاد (120) باب في النهي عن المثلة - رقم (2666).
(¬6) البخاري: (5/ 142 - 143) (46) كتاب المظالم (30) باب النُّهْبى بغير إذن صاحبه - رقم (2474).
(¬7) خرجه في السير في الكبرى، كذا عزاه المزي في التحفة - (10/ 106).

الصفحة 550