كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

بالبيت فجعل يمر بتلك الأصنام ويطعنها بسية القوس (¬1) ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا" حتى إذا فرغ وصلى جاء فأخذ بعضادتي الباب، ثم قال: "يا معشَر قريش ما تقولون؟ " قالوا: نقول: ابن أخ وابن عم رحيم كريم.
ثم أعاد عليهم القول: "ما تقولون؟ " قالوا مثل ذلك قال: "فإني أقول كما قال أخى يوسف: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} "، فخرجوا فبايعوه على الإسلام. ذكر النسائي هذا الحديث في التفسير.
أبو داود (¬2)، عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ الفتح جاءَه العباسُ بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب، فأسلم بِمَرّ الظهران، فقال له العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يُحِبُّ هذا الفخر فلو جعلتَ لَهُ شيئا، فقال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلقَ بابَهُ فهو آمن".
وعن وهب بن مُنبه (¬3)، قال: سألتُ جابرًا: هل غنموا يوم الفتح شيئًا؟ قال: لا.
مسلم (¬4)، عن ابن عمر أن يَهُودَ بني النضير وقُريظةَ حاربُوا رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأجْلَى رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بني النَّضِيرِ وأقر قُرَيْظةَ ومنَّ عليهم حتى حَارَبَتْ قُريظَةُ بعد ذلك، فَقَتَلَ رجالهم وقَسمَ نساءَهُمْ وأولادَهُمْ وأموالَهُمْ بين المسلمين إلا أنَّ بعضهُمْ لَحِقُوا برَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فآمَنَهُمْ وأسلموا، وأجْلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهُودَ المدينةِ
¬__________
(¬1) "بسية القوس": ما عطف من طرفيها، وللقوس سيتان.
(¬2) أبو داود: (3/ 416) (14) كتاب الخراج والإمارة (25) باب ما جاء في خبر مكة - رقم (3021).
(¬3) أبو داود: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (3023).
(¬4) مسلم: (3/ 1387 - 1388) (32) كتاب الجهاد والسير (20) باب إجلاء اليهود من الحجاز - رقم (62).

الصفحة 559