كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

وعن أبي هريرة (¬1)، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "غَزَا نبيٌّ من الأنبياءِ، فقال لقومِهِ: لا يَتْبَعْنِي رجُلٌ قد ملك بُضْعَ امرأةٍ وهو يريد أن يبني بها، ولمَّا يَبْنِ، ولا أحَد (¬2) قد بني بُنيانًا، ولم (¬3) يرفع سُقُفَهَا، ولا أحد (¬4) قد اشترى غنمًا أو خَلِفَاتٍ (¬5) وهو مُنتظِرٌ وَلَادَهَا، قال فغزا فأدنى للقرية حين صلاةِ العصْرِ أو قريبًا من ذلك، فقال للشَّمس: أنتِ مأمورةٌ وأنا مأمور، اللهم احبِسْهَا عليَّ شيئًا، فحُبسَتْ عليْهِ حتى فَتَح اللهُ عليه، قال فجمعوا ما غَنِمُوا، فأقبَلَتِ النَّارُ لتأكله فَأبَتْ أن تطعَمَهُ، فقال: فيكم غُلُولٌ فليبايِعنى من كُلِّ قَبيلةٍ رجُلٌ فبايعُوهُ، فَلَصِقَتْ يدُ رجلٍ بيدِهِ، فقال: فيكم الغُلُولُ، فلتُبايِعْني قبيلتُكَ، فبايعَتْهُ قبيلته (¬6)، قال: فَلَصق (¬7) بيد رجُلينِ أو ثلاثةٍ، فقال: فيكم الغُلُولُ، أنتم غللتُمْ فأخرجوا لَهُ مِثْلَ رأسِ بقرةٍ من ذهبٍ، قال: فوضعُوهُ في المَالِ وهو بالصعيد، فأقبلَتِ النَّارُ فأكلتْهُ، فلم تحِلَّ الغنائِمُ لأحدٍ من قبلِنا، ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجْزنَا فطيَّبَهَا لَنَا".
وعنه (¬8) قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فَفَتَحَ اللهُ علينا، فلم نَغْنَم ذهبًا ولا وَرِقًا، غنمنا المتاع والطَّعَامَ والثياب، ثم انطلقنا إلى الوادِي، ومع رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ لَهُ وَهَبَهُ لَهُ رجلٌ من جُذَام يُدعى رفاعةَ بن زيدٍ من بني الضُّبيْبِ، فلما نزلنا الوادِي قام عبدُ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَحُلُّ رَحْلَهُ، فرُمِيَ بسهمٍ فكان فيه حتفُهُ فقلنا: هنيئًا لَهُ
¬__________
(¬1) مسلم: (3/ 1366) (32) كتاب الجهاد والسير (11) باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة - رقم (32).
(¬2) مسلم: (ولا آخر).
(¬3) مسلم: (ولما).
(¬4) مسلم: (ولا آخر).
(¬5) خلفات: هي الحامل من الإِبل.
(¬6) (قبيلته): ليست في مسلم.
(¬7) مسلم: (فلصقت).
(¬8) مسلم: (1/ 108) (1) كتاب الإيمان (48) باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون - رقم (183).

الصفحة 572