كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

- صلى الله عليه وسلم - قال إذ جمعهم: "يا معشر الأنصارِ! ألم أجدكم ضُلاَّلًا، فهداكُمُ الله بِي؟ وعالةً، فأغناكُمُ الله بي؟ ومتفرِّقِينَ فجمعكم الله بي؟ " ويقُولُونَ: اللهُ ورسُولُهُ أمَنُّ. فقال: "ألا تُجيبُونِي؟ "فقالُوا: اللهُ ورسُولُهُ أمَنُّ. فقال: "أمَا إنّكُمْ لو شِئْتُمْ أن تقُولُوا كَذَا وكَذَا. وكان من الأمْر كَذَا وكَذَا "لِأشياءَ عدَّدَهَا -زعم عمروُ بن يحيى أنْ لاَ يَحْفَظُها- فقال: "ألا تَرْضَوْنَ أن يَذْهَبَ النَّاسُ بالشَّاءِ والِإبِل، وتذهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلىَ رِحَالِكُمْ؟ الأنْصَارُ شِعَارٌ والنَّاسُ دِثَارٌ، ولولا الهجرَةُ لكنت امْرَأً مِنَ الَأنْصَارِ".
وفي طريق آخر (¬1)، "ولو سلك النَّاسُ وادِيًا، وسلكَتِ الأنصارُ شعبًا، لسلكتُ شعب الأنصار".
وعن أبي سعيد الخدري في هذا الحديث قال: "ألا تجيبون يا معشر الأنصار" قالوا: بماذا نجيب يا رسول الله، ولله ولرسوله المنّ والفضل، فقال: "أما والله، لو شئتم لقلتم ولصدقتم ولقلتم: أتيتنا مكذَّبًا فصدقناك، وطريدًا فآويناك، ومخذولًا فنصرناك، وعائلًا فأغنيناك" وقال في آخر الحديث: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا.
ذكر هذا الحديث ابنُ إسحاق وسفيان بن عيينة وغيرهما، وهى الأشياء التي لم يذكرها مسلمُ بن الحجاج، والله أعلم.
البخاري (¬2) عن عمرو بن تغلب، قال: أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - قومًا ومنع قومًا (¬3) آخرين، وكأنهم عتبوا عليهم، فقال: "إني أعطي قومًا
¬__________
(¬1) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (133).
(¬2) البخاري: (6/ 288) (57) كتاب فرض الخمس (19) باب ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم - رقم (3145).
(¬3) (قومًا): ليست في البخاري.

الصفحة 586