وعن وائِل بن حُجْر (¬1)، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أقطعه أرضًا بحضرموت.
وعن ابن عمر (¬2)، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أقطعَ الزبير حُضْرَ فَرَسِهِ (¬3) فأجرى فرسه حتى قام، ثم رمى بسوطه، فقال: "أعطوهُ من حيث بلغ السوط".
باب في الصلح والجزية
البخاري (¬4)، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: "خرج رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ حتى إذا كانوا ببعضِ الطرَّيقِ (¬5)، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنَ خالد بن الوليد بالغَميمِ، في خيل لِقُريش طَلِيعةً، فخُذُوا ذاتَ اليَمينِ"، فواللهِ ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بِقَتَرَةِ (¬6) الجيش، فانطلق يركُضُ نذيرًا لِقُريْشٍ، وسارَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا كان بالثنِيَّةِ التي يُهْبِطُ عليهم (¬7) منها، بَرَكَتْ به راحِلتُهُ. فقالَ الناسُ: حَلْ حَلْ. فألحَّتْ (¬8). فقالوا: خَلأتِ القَصْواءُ. خلأت القصواء (¬9)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما خَلأَتِ القَصواءُ وما ذاكَ لها بِخُلُقٍ، ولكن حَبَسَهَا
¬__________
(¬1) أبو داود: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (3058).
(¬2) أبو داود: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (3072).
(¬3) أراد قدر ما تعدو عدوة واحدة.
(¬4) البخاري: (5/ 388) (54) كتاب الشروط (15) باب الشروط في الجهاد - رقم (2731).
(¬5) في الأصل: الطرق.
(¬6) القترة: الغبار الأسود.
(¬7) عليهم: ليست في الأصل.
(¬8) (حَلْ حَلْ): كلمة تقال للبعير إذا تركت المسير، ومعنى (فألحت) أي تمادت على عدم القيام، وهو من الإلحاح.
(¬9) (خلأت القصواء): لم تكرر في البخاري.