كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

مائة رقبةٍ، وحَمَلَ علي مائة بعير، فلما أسلم حَمَلَ على مائةِ بعير وأعتق مائَةَ رقبة، قال: فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلتُ: يا رسول الله! أرايتُ أشياءَ كُنْتُ أصنعُهَا في الجاهلية، كنت أتحنَّثُ بها -يعني أتَبَرَّرُ بها- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسلمت على ما أسلفت (¬1) من خير".
وعن عائشة (¬2)، قالت: جاءت بريرة فقالت: إني كاتبت (¬3) على تسع أواقٍ في كل عام أُوقِية فأعينينِى، قالت عائشة: إنْ أَحَبَّ أهلُكِ أن أعُدَّهَا لهم عَدَّةً (¬4) وأعتِقَكِ فعلتُ، ويكون ولاؤكِ لِي، فذهبت إلى أهلها فأبوا ذلك عليها، فقالت: إنِّي قد عرضتُ ذلك! (¬5) عليهم، فأبَوا إلَّا أَنَّ يكون لهم الولاءُ (¬6) فسمع بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألني فأخبرتُهُ فقال: "خُذيها وأعتقيها (¬7) واشترطي لَهُمُ الولاءَ، فإنَ الولاء لمن أعتق" قالت عائشة: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النَّاس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أمَّا بعدُ، فما بالُ رجالٍ منكم يشترطون شُروطًا ليست (¬8) في كِتَابِ اللهِ؟ -عَزَّ وَجَلَّ- فأيُّما شرطٍ كان ليس في كتاب اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- (¬9) - فهو باطلٌ، وإنْ كان مِائَةَ شرط، فقضاءُ الله أَحقُّ وشَرْطُ اللهَ أِوثَقُ، ما بَالُ رجالٍ منكم يقولُ أحدهم: أَعتِقْ يا فُلان والولاء لي (¬10)، إنَّما الولاءُ لمن أَعتَقَ".
¬__________
(¬1) البخاري: (على ما سلف لك)، وكذا (د).
(¬2) البخاري: (5/ 225) (50) كتاب المكاتب (3) باب استعانة وسؤال الناس - رقم (2563).
(¬3) البخاري: (كاتبت أهلى).
(¬4) البخاري: (عدة واحدة)، وفي (ف): (عدًا فأعتقك).
(¬5) (ذلك): ليست في (د، ف)،
(¬6) البخاري: (الولاء لهم).
(¬7) البخاري: (فأعتقيها).
(¬8) وفي (ف): (ليس).
(¬9) (-عَزَّ وَجَلَّ-): ليست في البخاري وكذا (ف).
(¬10) البخاري: (ولِي الولاء).

الصفحة 730