كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

أبو داود (¬1)، عن أبي رِمْثَة، قال: انطلقتُ مع أبي نحو النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي: "ابنُكَ هذا؟ " قال: إي وربّ الكعبة حقاً أشهد (¬2) به، قالْ. فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ضاحكاً من ثبت شبهي في أبي، ومن حَلِفِ أبي عَلي، ثم قال: "أما إنه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه" وقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {ولا تزرُ وازوَةٌ وِزْرَ أخرى} (¬3) ".

باب حدّ الزاني
مسلم (¬4)، عن أبي هريرة، قال: قال سعدُ بن عُبَادَةَ: يا رسول الله! لو وجدتُ مع أهلى رجلاً، لم أمسه حتى آتىِ بأربعةِ شُهَدَاءَ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم" قال: كلا، والذي بعثك بالحقَ إنْ كُنتُ لأعَالجه (¬5) بالسيفِ قبل ذلك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسمَعُوا إلى ما يقولُ سيّدُكم إنَّهُ لغيورٌ وأنا أغير منهُ، واللهُ أغيِرُ مِنِّي".
مسلم (¬6)، عن أبي هريرة، وزَيْد بن خالدٍ الجُهنى، أنَّ رجُلاً من الأعرابِ أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم -، فقال (¬7): يا رسُولَ اللهِ! انشُدُكَ الله إلا قضيْتَ لِي بكتاب اللهِ، فقال الخصمُ الآخر، وهو أفقَهُ منه: نعم، فاقض بيننا بكتاب اللهِ، وائذَنْ لي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل" قال: إن ابني كان عَسِيفاً (¬8) على هذا فزني بامرأتِهِ وِإنِّي أخْبِرْتُ أنَّ على
¬__________
(¬1) أبو داود: (4/ 635) (33) أول كتاب الديات (2) باب لا يؤخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه - رقم (4495).
(¬2) أبو داود: إى ورب الكعبة، قال: "حقاً"؟ قال: "أشهد به".
(¬3) الأنعام: (164)، الإسراء: (15)، فاطر: (18).
(¬4) مسلم: (2/ 1135) (19) كتاب اللعان - رقم (16).
(¬5) مسلم: (لأعاجله).
(¬6) مسلم: (3/ 1324) (29) كتاب الحدود (5) باب من اعترف على نفسه بالزني - رقم (25).
(¬7) (ف): (قال).
(¬8) أي أجيراً.

الصفحة 756