كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

ابنى الرَّجْمَ فافتديْتُ مِنْهُ بمائَةِ شاةٍ وَوَليدَةٍ، فسألتُ أهل العلم فأخبرُوني، أنما على ابنى جَلْدُ مِائَةٍ وتغريبُ عام، وأنَّ على امرأةِ هذا الرَّجْمَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيد لأقضين بينكما بكتابِ الله، الوليدَةُ والغَنَمُ رَدٌّ عليك (¬1)، وعلى ابْنِكَ جلدُ مِائَةٍ وتغريبُ عامِ، واغدُ يا أنَيْس على امرأةِ هذا، فإن اعترفَتْ فارجُمها" قال: فغدا عليها فاعترفتْ فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم - فرُجِمَتْ.
وعن عبادة بن الصامت (¬2)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُذُوا عنَى خُذُوا عَنِّي (¬3)، قد جعل اللهُ لَهُنَّ سبيلاً، البِكْرُ بالبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ ونفىُ سنةٍ، والثَّيِّبُ بالثَّيِّبَ، جلْدُ مِائَةٍ والرَّجْمُ.
وعن بريدة (¬4)، قال: جاء مَاعِزُ بنُ مالكٍ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! طهِّرْنِى، فقال: "ويْحَكَ ارجع فاستغْفِرِ (¬5) اللهَ وتب إِليه" قال: فرجع غير بعيدٍ ثم جَاءَ، فقال:- يا رسول الله! طهِّرْنِي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك ارجع فاستغفر الله وتُب إِليهِ" قال: فرجع غير بعيدٍ، ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهِّرْنِي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلَ ذَلِكَ، حتى إذا كانت الرَّابعَةُ، قال (¬6) رسول الله صلى الله عليه وسلم -: "فِيم اطَهِّرُكَ؟ " قال: من الزَنى، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبِهِ جنونٌ؟ " فأخبر أنَّهُ ليس بمجنونٍ، فقال: "أشَرِبَ خمراً؟ " فقام رجلٌ فاسْتنكَهَهُ فلم يجد منه ريحَ خمرٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أزَنَيْتَ؟ " قال: نعم، فأمر به فرُجم فكان (¬7) الناس فيهِ فرقتينِ: قائِلٌ
¬__________
(¬1) (عليك): ليست في مسلم.
(¬2) مسلم: (3/ 1316) (29) كتاب الحدود (3) باب حد الزني - رقم (12).
(¬3) (ف): (خذوا خذوا عني).
(¬4) مسلم: (3/ 1321) (29) كتاب الحدود (5) باب من اعترف على نفسه بالزني - رقم (22).
(¬5) (ف): (استغفر) بغير الإسم الكريم.
(¬6) مسلم: (قال له).
(¬7) (ف): (وكان).

الصفحة 757