كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

وعن عروة، عن عائشة (¬1)، قالت استأذنَ رهطٌ من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السَّامُ عليكُم فقالت عائشة: بلْ وعليكم السَّامُ واللعنةُ فقال: (¬2) "يا عائشة إنَّ الله يحب الرفق في الأمرِ كلِهِ" قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: "قد قلتُ: وعليكم".
وفي رواية (¬3)، "قد قلتُ: عليكم" بغير واو.
وعن أبي سعيد الخدري (¬4)، قال: كنَّا في مجلسٍ عند أُبيِّ بن كعب فأتى أبو موسى الأشعري مُغْضَبًا. حتى وقف. فقال: أنشدكم بالله هل سمع أحدٌ منكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول "الإستئذان ثلاث، فإن أُذن لَكَ وإلا فارجع"؟ قال أُبى وما ذاكَ؟، قال: استأذنتُ على عمر بن الخطاب أمْسِ ثلاثَ مراتٍ، فلم يُؤذن لي فرجعتُ، ثم جئتُهُ اليومَ فدخلتُ عليه، فأخبرتُهُ أنىِّ جئتُه (¬5) أمس، فأستأذنت (¬6) ثلاثًا، ثم انصرفتُ - فقال: قد (¬7) سمعناك ونحنُ حينئذٍ على شغلٍ - فلو ما استأذنت حتى يُؤذَنَ لك؟ قال: استأذنت كما سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فو اللهِ لأوجعنَّ ظهرك وبَطْنَكَ، أو لتأتيني بمن يشهدُ لك على هذا.
قال أُبيُّ: فو الله لا يقوم معك إلا أحدثُنَا سِنَّاً. قم يا أبا سعيدٍ، فقمت حتى أتيتُ عمر فقلتُ: قد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ هذا.
الترمذي (¬8) عن كَلَدَةَ بن حنبل، أن صفوان بن أمية بعثَهُ بلبنٍ ولَبَأٍ
¬__________
(¬1) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (10).
(¬2) مسلم: (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬3) مسلم: الموضع السابق.
(¬4) مسلم: (3/ 1694) (38) كتاب الآداب (7) باب الإستئذان - رقم (34).
(¬5) مسلم: (جئت) وكذا (ف).
(¬6) مسلم: (فسلتُ).
(¬7) (قد): ليست في (ف).
(¬8) الترمذي (5/ 61، 62) (43) كتاب الإستئذان (18) باب ما جاء في التسليم قبل الإستئذان - رقم (2710).

الصفحة 826