كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

وعن أبي واقد الليثي (¬1)، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالسٌ في المسجدِ والنَّاسُ مَعَهُ، إذ أقبل نفرٌ ثلاثةٌ فأقبل اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذهب واحِدٌ. قال: فوقفا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمَّا أحدهما فرأى فُرْجَةً في الحلقةِ فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهُمْ وأما الثالث، فأدبر ذاهِبًا. فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ألا اخْبِرُكُمْ عن النَّفَرِ الثلاَثَةِ، أمَّا أحَدُهُمْ فآوى إلى الله فآوَاهُ الله وأمَّا الآخر فاستحيا، فاستحيا اللهُ مِنْهُ، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عَنْهُ".
أبو داود (¬2)، عن حذيفة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَعَن من جس في وسط الحلقة (¬3).
وعن أبي مجلز (¬4)، قال: خرج معاوية إلى ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " مَنْ أحبَّ أن يتمثل (¬5) لَهُ الرِّجالُ قِياماً فليتبوَّأ مقعدَهُ من النَّارِ".
ولمسلم (¬6) من حديث أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال، وقد جاء سعد بن معاذ: "قوموا إلى سيدكم" وقد تقدم الحديث بكامله في الجهاد.
مسلم (¬7)، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
¬__________
(¬1) مسلم: (4/ 173) (39) كتاب السلام (10) باب من أتى مجلسًا فوجد فرجة فجلس فيها - رقم (26).
(¬2) أبو داود: (4/ 258) - كتاب الأدب - باب الجلوس وسط الحلقة رقم (4826).
(¬3) قال: لأنه يستدبر بعضهم بظهره فيؤذيه فيستحق السب واللعن، وأيضًا يخطى رقابهم فيؤذيهم. انظر بذل المجهود: (19/ 75).
(¬4) أبو داود: (4/ 358) - كتاب الأدب - باب في قيام الرجل للرجل - رقم (5229).
(¬5) أبو داود: (يُمثل).
(¬6) مسلم: (3/ 1388) (32) كتاب الجهاد والسير (22) باب جواز قتال من نقض العهد - رقم (64).
(¬7) مسلم: (4/ 1718) (39) كتاب السلام (15) باب تحريم مناجاة الإثنين دون الثالث - رقم (37).

الصفحة 831