كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

الشافى، لا شِفاء إلا شفاوك، شفاءً لا يغادر سَقَمًا".
فلما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثَقُلَ، أخذتُ يَدَهُ (¬1) لأصنع به نحو ما كان يصنعُ، فانتزع يَدهُ من يدي ثم قال: "اللهم اغفر لي واجعلنى مع الرَّفِيقِ الأعلى" قالت فذهبت أنظر، فإذا هو قد قضي.
وعن عثمان بن أبي العاصي (¬2)، أنه شكا إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعًا، يَجِدُهُ في جَسَد منذ أسلم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضَعْ يدلّ على الذي يأَلَمُ (¬3) من جسَدِكَ، وقل بسم الله ثلاثًا، وقل سَبْعَ مراتٍ: أعوذ بالله وقُدرته من شِّر ما أجدُ وأحاذِرُ".
البخاري (¬4) - عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذُ الحسن والحسين ويقول: "إنَّ أباكما كان يعوذُ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذُ بكلمات الله التَّامَّة، من كل شيطانٍ وهامّةٍ (¬5)، ومن كل عينٍ لامّةٍ (¬6) ".
الترمذي (¬7)، عن أبي خزامَةَ بن يعمر، عن أبيه قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: يا رسول الله؛ أرأيت رُقىً نَسْتَرْقيها، ودواءً نتداوى به، وتُقىً (¬8) نَتَّقِيها، هل ترُدُّ من قدَرِ الله شيئًا؟ قال: "هي من قدر الله".
قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
¬__________
(¬1) مسلم: (بيده).
(¬2) مسلم: (4/ 1728) (39) كتاب السلام (24) باب استحباب وضع يده على موضع الألم.
(¬3) مسلم: (تألم).
(¬4) البخاري: (6/ 470) (60) كتاب أحاديث الأنبياء (10) باب - رقم (3371).
(¬5) (الهامَّة) واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل: كل ما له سم يقتل، فأما ما لا يقتل سمه فيقال
له: السوام، وقيل: المراد كل نسمة تهم بسوء.
(¬6) (لامة) المراد كل داء وآفة تلم بالانسان من جنون وخبل.
(¬7) الترمنذي: (4/ 349) (29) كتاب الطب (21) باب ما جاء في الرقى والأدوية - رقم (2065).
(¬8) الترمذي: (وتقاة).

الصفحة 841