وعنه (¬1) قال: جاءَ ناسٌ من أصحاب النَّبي، إلى النبي (¬2) - صلى الله عليه وسلم - فسألوه: إنا نَجِدُ في أنفُسِنَا ما يتَعَاظَمُ (¬3) أحدُنا أن يتكلَّمَ بِهِ، "قال: وقد وجدتُمُوه؟ قالوا: نَعَم قال: ذاكَ صريحُ الإِيمَانِ" (¬4).
وعن عبد الله بن مسعود (¬5) قال: سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوَسْوَسَةِ "فقال: تِلْكَ محضُ الإِيمَانِ".
وعن أبي هريرة (¬6) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي الشيطانُ أحدَكُم فيقُولُ: من خلقَ كذا وكذا، حتى يقولَ لهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ، فإذا بَلَغَ ذلك فليستعِذْ باللهِ ولينتهِ".
وعن عائشة (¬7) قالتْ: قلتُ يا رسولَ الله! ابن جُدعَانَ كانَ في الجاهليةِ يصِلُ الرَّحِمَ، ويُطعمُ المِسكِينَ، فهل ذلك نَافعُهُ؟ قَالَ: "لا ينفعُه، إنَّه لم يقُل يوماً: ربّ اغفر لي خطِيئتِي يومَ الدِّينِ".
وعن أنس (¬8) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله لا يظلمُ
¬__________
(¬1) مسلم: (1/ 119) (1) كتاب الإيمان (60) باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها - رقم (209).
(¬2) (إلى النبي). ليست في مسلم.
(¬3) إنا تجد في أنفسنا ما يتعاظم. أي يجد أحدنا التكلم به عظيماً لاستحالته في حقه سبحانه وتعالى.
(¬4) ذاك صريح الإيمان أي استعظامكم الكلام به هو صريح الإِيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالًا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك.
(¬5) مسلم: (1/ 119) (1) كتاب الإيمان (60) باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها - رقم (211).
(¬6) مسلم: (1/ 120) (1) كتاب الإيمان (60) باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها - رقم (214).
(¬7) مسلم: (1/ 196) (1) كتاب الإيمان (62) باب الدليل على أن من مات على الكفر لا يّنفعه عمل - رقم (365).
(¬8) مسلم: (4/ 2162) (50) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (13) باب جزاء المؤمن بحسناته فِى الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا - رقم (56).