كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

مُسِيء الليلِ، حتى تطلع الشمس من مغربها".
وعن عبد الله بن مسعود (¬1)، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "للهُ أشد فرحاً بتوبة عبدِهِ المؤمن، من رجلٍ في أرض دوِّيَّةٍ (¬2) مهلكةٍ، معه راحلتُهُ عليها طعامُهُ وشرابُهُ، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركَهُ العطشُ، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنامُ فيه (¬3) حتى أموتَ، فوضع رأسه على ساعِدِهِ ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته عليها (¬4) زادُهُ وطعامُهُ وشرابُهُ. فالله أشدُّ فرحاً بتوبةِ العبد المؤمن من هذا براحلتِهِ وزادِهِ".
وعن أبي هريرة (¬5)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكى عن ربه -عَزَّ وَجَلَّ- قال " أذنب عبدٌ ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبى، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً، علم (¬6) أنَّ له رباً يغفرُ الذنب، ويأخذ بالذَّنب، ثم عاد فأذنب (¬7) فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبى، فقال تبارك وتعالي: عبدي أذنب (¬8) ذنباً فعلم أنَّ له رباً يغفِرُ الذنب، ويأخذ بالذنب [ثم عاد فأذنب، فقال أي ربيِّ اغفر لي ذنبى، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم- أنَّ له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب] (¬9)، اعمل ما شئت فقد غفرتُ لك" لا أدري أقال في الثالثة أو (¬10) الرابعة "اعمل ما شئت".
¬__________
(¬1) مسلم: (4/ 2103) (49) كتاب التوبة (1) باب في الحض على التوبة - رقم (3).
(¬2) (دوية) قال أهل اللغة: الأرض القفر والفلاة الخالية، وقال الخليل: هي المفازة.
(¬3) (فيه): ليست في مسلم.
(¬4) مسلم: (وعليها)
(¬5) مسلم: (4/ 2112) (49) كتاب التوبة (5) باب قبول التوبة من الذنوب - رقم (29)
(¬6) مسلم: (فعلم)
(¬7) (ف): (فأذنب ذنبا).
(¬8) مسلم: (أذنب عبدي ذنباً) وكذا (د).
(¬9) ما بين المعكوفين ليس في مسلم.
(¬10) (ف): (أوفي).

الصفحة 859