كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

وعن صهيب (¬1)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "عجباً لأمر المؤمنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ له (¬2) خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر، فكان خيراً لَهُ، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبر فكان خيراً له".
البخاري (¬3)، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعْذَرَ الله إلى امرئٍ، أخَّرَ أجله حتى بَلَّغَهُ ستين سنة" (¬4).
الترمذي (¬5)، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لو أنكم كنتم تَوكَّلُونَ (¬6) على الله حق توكُّلِهِ، لرُزِقْتُم كما ترزق (¬7) الطير، تغدو خِمَاصاً وتروح بطاناً".
قال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
مسلم (¬8)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس إنَّ الله طيب لا يقبلُ إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر بِهِ المرسلين. قال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (¬9).
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (¬10) ثم ذكر
¬__________
(¬1) مسلم: (4/ 2295) (53) كتاب الزهد والرقائق (13) باب المؤمن أمره كله خير - رقم (64).
(¬2) (له): ليست في مسلم.
(¬3) البخاري: (11/ 243) (81) كتاب الرقاق (5) باب من بلغ ستين سنة - رقم (6419).
(¬4) أي لم يبق فيه موضعاً للاعتذار حيث أمهله طول هذه المدة ولم يعتذر، يقال: أعذر الرّجُل إذا بلغ أقصى الغاية من الحذر، وقد يكون أعذر بمعنى عذر.
(¬5) الترمذي: (4/ 495) (37) كتاب الزهد (33) باب في التوكل على الله - رقم (3344).
(¬6) (ف): (تتوكلون).
(¬7) الترمذي: (يرزق) وكذا (ف).
(¬8) مسلم: (2/ 703) (12) كتاب الزكاة (19) باب قبول الصدقة من الكسب الطيب - رقم (65).
(¬9) المؤمنون: (51).
(¬10) البقرة: (172).

الصفحة 866