كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

"قال الله تبارك وتعالى (¬1): كذَّبني ابنُ آدم، ولم يكن ينبغي (¬2) لَهُ أن يُكَذِّبَنِي، وشتمني ابن آدم، ولم يكن ينبغى لَهُ أن يشتمني، أمَّا تكذيبُهُ إيّاي، فقولُه: إني لا أُعِيدُهُ كما بدأتُهُ، وليس آخر الخلق بأعزّ عليَّ من أولِهِ. وأما شتمُهُ إيّايَّ فقولُهُ: اتخذ الله ولداً، وأنا الله أحدٌ (¬3) الصمدُ، لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد".
خرجه البخاري (¬4) أيضا.
مسلم (¬5) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بين النفختين أربَعُونَ"، قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يوماً؟ قال: أَبَيْتُ (¬6)، قالوا: أربعون شهراً؟ قال أُبَيْتُ، قالوا: أربعون سنة؟، قال: أَبَيْتُ. "ثم ينزل (¬7) من السماء ماء فينبُتُون كما ينبتُ البقلُ".
قال: "وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظماً واحِدا وهو عَجْبُ الذَّنَب (¬8)، وفيه (¬9) يُرَكَّبُ الخلق يوم القيامة".
وفي طريق آخر (¬10): "منه خُلِقَ وفيه يُرَكَّبُ".
وعن جابر بن عبد الله (¬11)، قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم -
¬__________
(¬1) النسائي: (-عَزَّ وَجَلَّ-).
(¬2) (ينبغي): ليست في (ف).
(¬3) النسائي: (الأحد) وكذا (د).
(¬4) البخاري: (8/ 611) (65) كتاب التفسير (112) سورة قل هو الله أحد .. - رقم (4974).
(¬5) مسلم: (4/ 2270) (52) كتاب الفتن (28) باب ما بين النفختين - رقم (141).
(¬6) أي أبيت أن أجزم بأن المراد أربعون يوماً أو شهراً أو سنة.
(¬7) مسلم: (يُنْزِل الله).
(¬8) (عجب الذنب) أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب، وهو رأس العصعص، ويقال له: عجم، بالميم، وهو أول ما يخلق من الآدمي، وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه.
(¬9) مسلم: (منه).
(¬10) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (142).
(¬11) مسلم: (4/ 2206) (51) كتاب الجنة (19) باب الأمر بحسن الظن بالله - رقم (83).

الصفحة 869