كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

بالشهواتِ، فقال: ارجع إليها، فرجع إليها فقال: وعزَّتِكَ لقد خشيتُ أن لا ينجو منها أحد إلَّا دخلها".
قال: حديث حسنٌ صحيحٌ.
مسلم (¬1)، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُؤتَى بجهنَّمَ يومئذٍ لها سبْعُون ألف زِمَامٍ، مع كل زمامٍ سبعون ألف مَلَكٍ يجُرُّونها".
وعن أبي هريرة (¬2)، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نارُكُمْ هذِهِ التي يُوقِدُ ابن آدم، جُزءٌ من سبعين جُزءاً من نار (¬3) جهنم" قالوا: والله إنْ كانت لكافيةً، يارسول الله. قال: "فإنها (¬4) فُضِّلت علها بتسعةٍ وستين جزءًا، كُلُّها مِثل حَرِّها".
وعن أنس بن مالك (¬5)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، يوم القيامةِ، فيصبغُ في النار صَبْغة ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيراً قط؟ هل مَرَّ بك نعيمٌ قط؟ فيقولُ: لا، والله ياربِّ؛ ويُؤتَى بأشدِّ الناس بُؤساً في الدنيا، من أهل الجنةِ، فيُصْبَغُ صَبْغةً في الجنةِ، فيقال له: يا ابن آدَمَ هل رأيتَ بُؤسا قط؟ هل مَرَّ بك شِدَّةٌ قطُّ؟ فيقول: لا واللهِ يارب، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ، ولا رأيتُ شِدَّةً قطٌّ".
¬__________
(¬1) مسلم: (4/ 2184) (51) كتاب الجنة وصفة نعيمها (12) باب في شدة حر نار جهنم - رقم (29).
(¬2) مسلم: نفس الكتاب والباب السابقين - رقم (30).
(¬3) مسلم: (حرّ).
(¬4) (ف): (إنها).
(¬5) مسلم: (4/ 2162) (50) كتاب صفات المنافقين (12) باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار - رقم (55).

الصفحة 880