كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

الترمذي (¬1)، عن ابن عباس، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬2).
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنَّ قطرةً من الزقوم قُطِرتْ في الدنيا لأفسدتْ على أهل الدنيا معايِشَهُمْ، فكيف بمن تكون (¬3) طعامه".
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
مسلم (¬4)، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أهون أهلِ النَّارِ عذاباً من لَهُ نعلانِ وشِراكان من نارٍ، يغلى منهما (¬5) دِمَاغُهُ كما يغلي المِرْجلُ، ما يرى أن أحداً أشدُّ مِنْهُ عذاباً، وإنَّهُ لأهونُهُمْ عذاباً".
وعن أبي سعيد الخدري (¬6) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله -عَزَّ وجل: يا آدم! فيقول: لبّيك وسعْدَيْكَ، والخيرُ في يديْكَ، قال: يقولُ: أخْرِجْ بعث النار، قال ة وما بعثُ النار؟ قال: من كل ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين. قال: فذاك حين يشيبُ الصغير {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (¬7) قال: فاشتدَّ ذلك عليهم، فقالوا يا رسُولَ الله! أيُّنا ذلك الرجل؟ فقال (¬8): "أبشروا، فإنَّ من يأجُوجَ ومأجوج ألفٌ ومنكما رجلٌ".
¬__________
(¬1) الترمذي: (4/ 609) (40) كتاب صفة جهنم (4) باب ما جاء في صفة شراب أهل النار - رقم (2585).
(¬2) آل عمران: (102).
(¬3) الترمذي: (يكون) وكذا (د).
(¬4) مسلم: (1/ 196) (1) كتاب الإيمان (91) باب أهون أهل النار عذاباً - رقم (364).
(¬5) (ف): (منها).
(¬6) مسلم: (1/ 201) (1) كتاب الإيمان (96) باب قوله "يقول الله لآدم أخرج بعث النار - رقم (379).
(¬7) الحج: (2).
(¬8) (ف). (قال).

الصفحة 881