كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

قال: [قال: "والذي نفسي بيدِهِ إنِّي لأطمعُ أن تكونوا رُبْعَ أهلِ الجنة"، فحمدنا الله -عَزَّ وجل وكبَّرنا] (¬1) ثم قال: "والذي نفسي بيده، إنَّي لأطمعُ (¬2) أن تكونوا ثلث أهل الجنة"، فحمدنا الله --عَزَّ وجل- وكبرنا، ثم قال: "والذي نفسي، بيده، إنِّي لأطمع أن تكونوا شَطْرَ أهل الجنةِ. إن مَثَلَكُمْ في الأمم كمثل الشعرةِ البيضاء في جلد الثَّوْرِ الأسودِ، وكالرَّقَمةِ (¬3) في ذراع الحمار".
وعن أبي سعيد الخدري (¬4) أيضاً، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُجَاءُ بالموْت يومَ القيامةِ كأنه كبشٌ أمَلحُ فيُوقف بين الجنةِ والنار، فيُقال: يا أهل الجنةِ! هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئِبُّونَ وينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: ثم يقال: يا أهل النَّار هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئِبُّون وينظرون ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: فيُؤمر بِهِ فيُذْبَح. قال: ثم يقال: يا أهل الجنة! خُلُودٌ فلا (¬5) موتَ، ويا أهل النار خُلُودٌ فلا (1) موت".
ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (¬6).
وأشار بيدِهِ إلى الدُّنْيَا.
¬__________
(¬1) ما بين المعكوفتين سقط من (ف).
(¬2) (ف): (لأرجو).
(¬3) الرقمتان في الحمار هما الأثران في باطن عضديه وقيل الرقمة هي الدائرة في ذراعيه، وقيل: هي الهنة الناتئة في ذراع الدابة من داخل.
(¬4) مسلم: (4/ 2188) (51) كتاب الجنة (13) باب النار يدخلها الجبارون - رقم (40).
(¬5) (ف): (بلا).
(¬6) مريم (39).

الصفحة 882