كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

فكلٌ ميسَّرٌ أما أهل السعادة فيُيَسرَّون (¬1) لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فيُيَسَّرون (1) لعمل أهل الشقاوةِ" ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (¬2).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي (¬3) سمعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنَّ قلوبَ بني آدم كُلَّها بين إِصْبَعَيْنِ من أصابع الرحمن، كَقَلْبٍ واحدٍ، يُصَرِّفهُ حيث يشاءُ".
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم مُصرِّفَ القُلُوبِ، صَرِّف قلوبنا على طاعتك".
وعن أبي هريرة (¬4)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمن الضعيف، وفي كل خيرٌ. احرص على ما ينفعُكَ، واستعن بالله ولا تَعْجَزْ، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لولا أَنِّي فعلتُ لكان (¬5) كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ اللهِ وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتحُ عمل الشيطان".
وعن طاوُسٍ (¬6)، قال: أدركتُ ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: كُلُّ شيءٍ بقَدَرٍ.
وقال: وسمعتُ عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
¬__________
(¬1) (ف): (فسييسرون).
(¬2) الليل: (5 - 10).
(¬3) مسلم: (4/ 2045) (46) كتاب القدر (3) باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء - رقم (17).
(¬4) مسلم: (4/ 2052) (46) كتاب القدر (8) باب في الأمر بالقوة وترك العجز - رقم (34).
(¬5) مسلم: (كان ...).
(¬6) مسلم: (4/ 2045) (46) كتاب القدر (4) باب كل شيء بقدر - رقم (18).

الصفحة 884