كتاب الأحكام الصغرى (اسم الجزء: 2)

والبُشْرى في وجهه، فقلنا: إنا لنرى البُشرى في وجهك، قال: "إنَّهُ أتاني الملَكُ، فقال: يا محمد! إنَّ ربك -عَزَّ وَجَلَّ- يقول أَمَا يُرْضيك أنَّهُ لا يُصلَّى عليك أحدٌ، إلا صلَّيْتُ عليه عشراً، ولا يسُلِّم عليك أحدٌ إلا سلَّمْتُ عليه عشراً".

باب
مسلم (¬1)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ يقول: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا مَعَهُ إذا دَعَانِي".
وعن أبي هريرة (¬2)، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن لِيَعْزِمِ المسألة، ولْيُعْظم الرغبة، فإنَّ الله لا يتعاظمه شيءٌ" (¬3).
وعن أبي هريرة (¬4)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يزالُ يستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ، ما لم يستعجل" قيل: يا رسول الله! وما الاستعجال؟. قال: "يقولُ: قد دعوتُ، وقد دعوتُ، فلم أَرَ يستجاب لِي، فيستَحْسِرُ عند ذلك ويَدَعُ الدعاء".
أبو بكر بن أو شيبة (¬5)، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيع رحم، إلا أعطاهُ الله بها إحدى ثلاث: إمّا أن يُعجِّل له دعوته، وإمَّا أنْ يدخرها له
¬__________
(¬1) مسلم: (4/ 2067) (48) كتاب الذكر والدعاء (6) باب فضل الذكر والدعاء - رقم (19).
(¬2) مسلم: (4/ 2063) (48) كتاب الذكر والدعاء (3) باب العزم بالدعاء - رقم (8).
(¬3) مسلم: (شيء أعطاهُ).
(¬4) مسلم: (4/ 2096) (48) كتاب الذكر والدعاء (25) باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل رقم (92).
(¬5) ورواه أحمد (3/ 18) والحاكم (1/ 493) والطبراني (2/ 92) والبخاري في الأدب (710).

الصفحة 893