كتاب على عتبات الحضارة - بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار

العصبية - لسد الفجوة الحضارية المتضخمة إلى تشجيع الجهل، وإعاقة حركة الأموال واحتكارها، وإيثار سلطة القوة، والمبالغة في الظلم وكبت الحريات وتعطيل المصالح لإضعاف المنافسين، ما يؤدي إلى انتشار الخوف وشلل الإرادات وتجمّد الفعالية والشعور بالعجز والسلبية، وتبادل انعدام الثقة والحذر والترقّب، وأخيرًا استشراء الخوف واليأس والتطلّع إلى الثورة .. وهنا تبدأ الحضارة بالانهيار والتفكّك على الأصعدة كافة (¬1)،
وتغدو مشاريع الإصلاح متعثّرة لا سيما بعد تأبّد عوامل الضعف والانهيار وتأكّدها، فالأمة، عمومها،
¬_________
(¬1) يرى حسين مؤنس أن الفساد الأخلاقي يظهر في عهد القوة، ومع بواكير عهد الضعف يبدأ في التلاشي، ليحل محله فساد من نوع آخر، هو الفساد المتعلق بالجبروت والقوة، والمحفز له الخوف والتنافس .. ينظر: مؤنس، حسين: الحضارة، ص258 وما بعد ..

الصفحة 68