كتاب أيسر التفاسير للجزائري (اسم الجزء: 3)

ثم استوى على العرش1: استواء يليق به عز وجل.
وسخر الشمس والقمر: أي ذللها بمواصلة دورانها لبقاء الحياة إلى أجلها.
هو الذي مد الأرض: أي بسطها للحياة فوقها.
رواسي: أي جبال ثوابت.
زوجين اثنين: أي نوعين وضربين كالحلو والحامض والأصفر والأسود مثلا.
يغشى الليل النهار: أي يغطيه حتى لا يبقى له وجود بالضياء.
لآيات: أي دلالات على وحدانية الله تعالى.
قطع متجاورات: أي بقاع متلاصقات.
ونخيل صنوان: أي عدة نخلات في أصل واحد يجمعها، والصنو الواحد والجمع صنوان.
في الأكل: أي في الطعم هذا حلو وهذا مرّ وهذا حامض، وهذا لذيذ وهذا خلافه.
معنى الآيات:
قوله تعالى {المرَ} الله أعلم بمراده به. وقوله {تلك آيات الكتاب} الإشارة إلى ما جاء من قصص سورة يوسف، فالمراد بالكتاب التوراة والإنجيل فمن جملة آياتها ما قص الله تعالى على رسوله. وقوله: {والذي2 أنزل إليك من ربك} 3 وهو القرآن العظيم {الحق} أي هو الحق الثابت. وقوله {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} أي مع أن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق فإن أكثر الناس من قومك وغيرهم لا يؤمنون بأنه وحي الله وتنزيله فيعملوا به فيكملوا ويسعدوا. وقوله تعالى: {الله الذي رفع السموات والأرض بغير عمد4
__________
1 عقيدة السلف في هذه الصفة: وجوب الإيمان بها وإمرارها كما ذكرها تعالى بلا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل، وكذا سائر صفاته عزّ وجلّ.
2 يصح أن تكون الواو عاطفة صفة على أخرى، أي: عطفت الذي على الكتاب فالموصول في محل جرّ نعت للكتاب، وهو نظير قول الشاعرة
إلى الملِك القرم وابن الهمام
وليث الكتيبة في المزدحم
ويكون المعنى: تلك آيات الكتاب الذي أنزل إليك من ربك والحق: مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو الحق. وما في التفسير واضح قال به مجاهد وقتاده.
3 قال مقاتل: نزلت هذه الآية رداً على المشركين القائلين: أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي بالقرآن من تلقاء نفسه.
4 في الآيات استدلال بقدرة الله وعلمه وحكمته على أن القرآن الكريم وحيه أوحاه إلى رسوله وتنزيله أنزله عليه ليس كما يدّعي المشركون.

الصفحة 6