كتاب أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه

والأسوة في الدين وما يجب فيه. لزم أن يتأدب في حالات الصبر والشكر بأدبه، ويؤخذ في ثارات الأسى والأسى بمذهبه. فكيف لنا بتعزية عند حادث رزيته، إلا إذا روينا له بعض ما أخذناه عنه، وأعدنا إليه طائفة مما استفدناه منه. وإنما هو حل من قولي أبي الطيب (من الخفيف):
أنت يا فوق أن يعزي عن الأحباب ... فوق الذي يعزيك عقلا
وبألفاظك اهتدى فإذا عزاك ... قال الذي له قلت قبلا
وفصل له - وقد أثني عليه ثناء لسان الزهر، على راحة المطر وهو من قول أبي الطيب (من الكامل):
وذكى رائحة الرياض كلامها ... تبغي الثناء على الحيا فيفوح
والأصل فيه قول ابن الرومي (من الخفيف):
شكرت نعمة الولي على الوسمي ... ثم العهاد بعد العهاد
فهي تثني على السماء ثناء ... طيب النشر شائعا في البلاد
من نسيم كأن مسراه في الأرواح ... مسرى الأرواح في الأجساد
ومما أورده من أبيات أبي الطيب كما هي قوله في كتاب أجاب به ابن العميد عن كتابه الصادر إليه عن شاطئ البحر في وصف مراكبه وعجائبه:

الصفحة 44