كتاب أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه

حتى جاء أبو الطيب فزاد عليه مع عذوبة اللفظ ورشاقة الصنعة. ولبعض أهل العصر بيت خمس مطابقات. ولكنه لا يستقل إلا بإنشاد بيتين قبله، وهي (من الطويل):
عذيري من الأيام مدت صروفها ... إلى وجه من أهوى يد النسخ والمحو
وأبدت بوجهي طالعات أرى بها ... سهام أبى يحيي مسددة نحوي
فداك سواد الحظ ينهي عن الهوى ... وهذا بياض الوخط يأمر بالصحو
20 - وقال ابن الرومي (من الطويل):
أرى فضل مال المرء داء لعرضه ... كما أن فضل الزاد داء لجسمه
فليس لداء العرض شيء كبذله ... وليس لداء الجسم شيء كجسمه
ألم أبو الطيب فقال (من الخفيف):
يتداوى من كثرة المال بالإقلال ... جودا كأن مالا سقام
بعض ما تكرر في شعره من معانيه
1 - قال (في سيف الدولة) (من الوافر):
وأنت المرء تمرضه الحشايا ... لهمته، وتشفيه الحروب.
وقال (يذكر الحمى التي كانت تغشاه بمصر) (من الوافر):
وما في طيه أني جواد ... أضر بجسمه طول الحمام
2 - وقال (يمدح بدر بن عمار) (من الكامل):
ليت الحبيب الهاجري هجر الكرى ... من غير جرم واصلي صلة الضنا
وقال (يمدح طاهر بن الحسين) (من الطويل)

الصفحة 58