كتاب الأثر الثمين في نصرة عائشة - رضي الله عنها - أم المؤمنين
يَا رَسُولَ الله: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بالله، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ (¬١) المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ" (¬٢).
حصان رزان
قَالَ حَسَّانُ - رضي الله عنه - يُبَرِّئُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِيمَا قِيلَ فِيهَا، وَيَعْتَذِرُ إِلَيْهَا:
حَصَانٌ (¬٣) رَزَانٌ (¬٤) ما تُزَنُّ (¬٥) بِريْبةٍ ... وتصْبِحُ غَرْثَى (¬٦) مِن لحومِ الغوَافِلِ
حَلِيلَةُ خَيْرِ النَّاسِ ديناً وَمنْصِباً ... نبيُّ الهُدى والمَكرُماتِ الفَوَاضِلِ
عَقِيلَةُ حَيٍّ مِن لُؤيّ بنِ غالِبٍ ... كِرَامِ المَساعي مجْدُها غيْرُ زَائِلِ
مُهذَّبَةٌ قَدْ طيَّبَ اللهُ خِيمَها (¬٧) ... وَطهَّرها مِن كلِّ سُوءٍ وباطِلِ
فَإنْ كُنْتُ قد قُلتُ الَّذي قد زَعمتُمُ ... فَلا رَفَعَتْ (¬٨) سَوْطِي إليَّ أنامِلي (¬٩)
---------------
(¬١) القذف أنواع ثلاثة: صريح، وكناية، وتعريض. واتَّفق الفقهاء على وجوب حدِّ القذف بصريح الزِّنا، واختلفوا في الكناية والتَّعريض.
(¬٢) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٣/ص ١٩٥) كتاب الوصايا.
(¬٣) عفيفة.
(¬٤) ذات ثبات ووقار.
(¬٥) ما تُتَّهم.
(¬٦) جَوْعَى، أي لا تقع في لحوم النّاس، ولا ترتع في أعراضهم.
(¬٧) أصلها.
(¬٨) يدعو على نفسه أن تشلَّ يدُه إن قال شيئاً، لكن سمع.
(¬٩) ديوان حسّان بن ثابت - رضي الله عنه - (ص ٢٠٢).
الصفحة 101