كتاب الأثر الثمين في نصرة عائشة - رضي الله عنها - أم المؤمنين

سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)} [النِّساء]، وقَال
تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٣)} [الأنفال].
هذا وقد جاء التَّنصيصُ على وحدة الأمَّة في الكتاب والسّنّة، قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢)} [الأنبياء]، وقال تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢)} [المؤمنون].
وقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:"عَلَيْكُم بِالجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُم وَالفُرْقَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَم الجَمَاعَةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكَ المُؤْمِنُ" (¬١).
وقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:"إِنَّ الله يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ المَالِ" (¬٢).
والأمر بالوحدة والاعتصام بحبل الله لم يُنْسَخ، بل هو تكليف قائم إلى قيام السَّاعة، ومصير الوحدة معلّق بأعناقنا جميعاً، فعلى النَّاس القيام بواجبات الوحدة.
---------------
(¬١) التّرمذي "سنن التّرمذي" (ج ٤/ص ٤٦٥) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
(¬٢) مسلم "صحيح مسلم بشرح النَّووي" (م ٦/ج ١٢/ص ١١) كتاب الحدود.

الصفحة 198