من شهد الفتنة كارها ومن غاب عنها فرضيها
بكراهية القلب للمنكر تَبْرَأُ ذِمَّة العبد إن لم يستطع الإنكار بيده ولسانه، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا " (¬١).
الله الله في الدّماء!
كرَّم الله تعالى بني آدم، فقال الله أكبر: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (٧٠)} [الإسراء] وزاده تكريماً بتقواه، فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (١٣)} [الحجرات].
ولذلك عظَّم الله تعالى قَتْلَ المؤمن، فقال: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (٩٣)} [النّساء]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: " لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى الله مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ" (¬٢).
---------------
(¬١) أبو داود "سنن أبي داود" (ج ٤/ص ١٢٤/رقم ٤٣٤٥) وحسَّنه الألباني في المشكاة (ج ٣/ص ١٤٢٢/رقم ٥١٤١).
(¬٢) التّرمذي "سنن التّرمذي" (ج ٤/ص ١٦) أبواب الدِّيات، رواه مرفوعاً وموقوفاً ورجّح الموقوف. وصحّحه الألباني في "غاية المرام" (ص ٢٥٣/رقم ٤٣٩).