كتاب الأثر الثمين في نصرة عائشة - رضي الله عنها - أم المؤمنين

وإذا كان هذا هو الحال فلا سبيل لِنَبْذِ الفتنة إلا أن يتصدَّى لها نَفَرٌ مِنَ العلماء والدُّعاة المخلصين بالحكمة والموعظة الحسنة، فإنَّها هي الكفيلة بإذن الله بوأْدِها وقطع دابرها.
وقد جاء هذا الكتاب "الأثر الثمين في نصرة عائشة - رضي الله عنها - أم المؤمنين" ليعلي رايةً للإصلاح، ويجيب على ما أُثِير حولها - رضي الله عنها - وحول الصحابة - رضي الله عنهم - من شُبُهات وافتراءات بالحكمة والكلمة الطيَّبة، معتمداً الحجَّة والدَّليل من القرآن الكريم، وما صَحَّ مِنْ حديث سيِّد المرسلين.
فبعد أن بيَّن ما لأزواج النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من مكانة وفضل، خصَّ السَّيِّدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها بمزيد من البيان، فهي قطب الرَّحى وواسطة القلادة، وأردف بالحديث عن مكانة الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وذكر الفتن وأسبابها وسُبُلَ النَّجاة منها.
ولما كانت هذه هي الغاية مِنَ الكتاب، فإنَّه لا يضيره عدم التَّوسُّع في الحديث عن فقه السيدة عائشة - رضي الله عنها -؛ فإنَّ تناوله يضاعف حجم الكتاب أضعافاً مضاعفة.
وإنَّه لمنهج أحكم الباحث سبكه وأحسن نظمه قَصْدَ الدَّعوة إلى الإصلاح والتَّحذير من السَّير في ركاب الفتنة، وقد أتى على موضوعات البحث بعبارة أدبيَّة رصينة تأخذ بالقلوب، وبحجج تستجيب لها العقول، كلّ ذلك مِنْ غير إِيجاز مخلٍّ أو إِطْناب مملٍّ.
فالله تعالى أسأل أن يثيب الأخ الأستاذ أبا عبيدة أحمد وأن يجعله في ميزان

الصفحة 8