كتاب الأثر الثمين في نصرة عائشة - رضي الله عنها - أم المؤمنين

وهذه سنن ماضية لا تتبدَّل ولا تتغيَّر، {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ
فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (٤٣)} [فاطر].
واعلم أنَّ من سُنَنِ الله تعالى أنَّ الرُّسل تبتلى ثمَّ تكون لهم العاقبة، قال هِرَقْلُ لِأَبِي سُفْيَانَ:"وسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ، فَتَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالًا، يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمْ الْعَاقِبَةُ" (¬١).
ومِنْ سُنَنِ الله تعالى أن يُبْتلى المتَّقون، ثمَّ يجعل الله تعالى العاقبة لهم، قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣)} [القصص]، {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (١٣٢)} [طه].
حَنانَيْكَ ربَّنا، اجعلنا مِنَ المتَّقين الَّذين قلت فيهم: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١)} [الدّخان] وقلت فيهم: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥)} [القمر].

قذف المحصنات من السّبع الموبقات
القذف لغة: الرَّمي مطلقاً بحجر أو سهم ونحوهما ممَّا يؤذي، ثمَّ اسْتُعِير للقذف باللِّسان، لأنَّه يشبه الأذى الحسيّ، فخرج اللِّسان مخرج اليد، فهو في المقال كناية عن الشَّتم. والقذف اصطلاحاً: الرَّمي بزنا، واشتهر فِي هذا المعنى حتَّى غلب عليه.
---------------
(¬١) البخاري "صحيح البخاري" (م ٣/ج ٥/ص ١٦٨) كتاب التّفسير. ومسلم "صحيح مسلم بشرح النَّووي" (م ٦/ج ١٢/ص ١٠٦) كتاب الجهاد.

الصفحة 99