كتاب الأنس بذكر الله

وشرط إخراجك من الظلمات إلى النور وحصول وعد الله الحق المبين لك دوام الذكر، وكثرة الذكر.
وإذا كان شرط خاصة المؤمنين، عباد الله، أهل النور، الذين أخرجوا من الظلمات كثرة الذكر، ففي المقابل أخص صفات المنافقين التكاسل عن الطاعات والرياء وقلة الذكر، قال الله - سبحانه وتعالى -: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142].
فحصل الفرقان بين هؤلاء وهؤلاء .. المؤمنون يذكرون الله على كل حال كثيراً وبإخلاص، والمنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً ورياء وبتكاسل.
فاحذر أن تكون من المنافقين، طفر قلبك بذكر الله، واملأ عمرك بذكر ربك، واجعل ذكر الله دأبك وديدنك في كل وقت وعلى أي حال، ولا تغفل عن ذكر الله أبداً فتندم وتخسر.
وذكر الله خير الأعمال، وأفضل الأعمال، وأجلها، وأعظمها؛ وإنما شُرِعت الشرائع أصلاً لإقامة ذكر الله، قال الله - سبحانه وتعالى -: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، وقال في الحج:
{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ} [الحج: 28].

الصفحة 12