أن يولى واحد أو اثنان، ولا يكون الخلع إلا بعد الإثبات والبيان.
وأما خروجهم في أمر قتلة عثمان فيضعف؛ لأن الأصل قبله تأليف الكلمة. ويمكن أن يجتمع الأمران253.
ويروى أن تغيبهم254 قطعًا للشعب بين الناس، فخرج طلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم رجاء أن يرجع الناس إلى أمهم، فيرعوا حرمة نبيهم، واحتجوا عليها255 بقول الله تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114] ، وقد خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلح وأرسل فيه، فرجت المثوبة، واغتنمت [الفرصة] ، وخرجت حتى بلغت الأقضية مقاديرها.
وأحس بهم أهل البصرة، فحرض من كان بها من المتألبين على عثمان الناس، وقالوا: أخرجوا إليهم حتى تروا ما جاءوا إليه، فبعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة256، فلقى طلحة والزبير بالزابوقة، فقتل
__________
253 واجتماع الأمرين هو الذي كاد يقع، لولا أن السبئيين أحبطوه، فأصحاب الجمل جاءوا في أمر قتلة عثمان، ولم يجيئوا إلا لذلك، إلا أنهم أرادوا أن يتفاهموا عليه مع علي؛ لأن التفاهم معه أول الوسائل للوصول إلى ما جاءوا له."خ".
254 أي تغيب طلحة والزبير وعائشة عن المدينة."خ".
255 لما أقنعوها بالخروج إلى البصرة."م".
256 عثمان بن حنيف أنصاري من الأوس، كان عند هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أحد الشبان الأوسيين الخمسة عشر الذين انضموا إلى عبد عمرو بن صيفي عند خروجه إلى مكة مغاضبًا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان عبد عمرو يسمى في الجاهلية الراهب فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفاسق. "الطبري: 16:2". والظاهر أن عثمان بن حنيف عاد من مكة وأسلم قبل وقعة أحد؛ لأنها أول مشاهده "الإصابة: 459:2". وتزعم الشيعة أنه شاغب على خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي بكر الصديق في أول خلافته "تنقيح المقال للمامقاني: 198:1" =