كتابة الكتاب بين عثمان بن حنيف وأصحاب الجمل بالكف عن القتال
وكثر اللغط260، وطلحة يقول: "أنصتوا" فجعلوا يركبونه ولا [ينصتون] ، فقال: "أُفٍّ، أُفٍّ، فراش نار، وذباب طمع"، وانقلبوا على غير بيان261.
وانحدروا إلى بني نهد، فرمامهم الناس بالحجارة حتى نزلوا الجبل262، والتقى طلحة والزبير وعثمان بن حنيف- عامل علي، على البصرة-
__________
= ثم صارت تكون فيه مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء، ثم اتسع عمران البصرة، فدخل المربد في العمران، فكان من أجل شوارعها، وسوقه من أجل أسواقها، وصار محطة عظيمة سكنها الناس، ولما انحطت منزلة البصرة، وهزم عمرانها تضاءلت، فأمسى المربد بائنًا عنها حتى كان بينه وبين البصرة في زمن ياقوت ثلاثة أميال، والمربد خراب كالبلدة المفردة في وسط البرية، وكان موضع البصرة يومئذ قريبًا من موضع ضاحيتها الزبير في أيمنا هذه.
260 لأن الذين في الميسرة كانوا يقولون تعليقًا على خطبتي طلحة والزبير: فجرا، وغدرا، وقالا الباطل، وأمرا به. وقد بايعا ثم جاءا يقولان ما يقولان. والذين كانوا في الميمنة يقولون: صدقا، وبرا، وقالا الحق، وأمرا بالحق. وتحاثى الناس وتحاصبوا وأرهجوا، إلا أنه لما انتهت عائشة من خطبتها ثبت الذين مع أصحاب الجمل على موالاتهم لهم، وافترق أصحاب عثمان بن حنيف فرقتين فقالت فرقة: صدقت والله وبرت وجاءت بالمعروف، وقال الآخرون: كذبت، ما نعرف ما تقولون، فتحاثوا وتحاصبوا أرهجوا. "خ".
261 لما رأت عائشة ما يفعل أنصار عثمان بن حنيف انحدرت وانحدر أهل الميمنة مفارقين لابن حنيف حتى وقفوا في موضع آخر، ومال بعض الذين كانوا مع ابن حنيف إلى عائشة وبقى بعضهم مع عثمان بن حنيف "الطبري: 175: 5".
262 حفظ لنا الطبري: 176: 5-177 وصفًا دقيقًا نقله سيف بن عمر التميمي عن شيخيه محمد بن عبد الله بن سواد بن نويرة، وطلحة بن الأعلم الحنفي عن موقف أصحاب الجمل السلمي في هذه الوقعة، وإسراف حكيم بن جبلة في إنشاب القتال، قالا: وأمرت عائشة أصحابها فتيامنوا حتى انتهوا إلى مقبرة بني مازن ثم حجز الليل بين الفريقين. وفي اليوم التالي انتقل أصحاب الجمل إلى جهة دار الرزق، وأصبح عثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة فجددوا التقال، وكان حكيم يطيل لسانه بسب أم المؤمنين ويقتل من يلومه على ذلك من نساء ورجال، ومنادي عائشة يدعو الناس إلى الكف عن القتال فيأبون، حتى إذا مسهم الشر وعضهم نادوا أصحاب عائشة إلى الصلح. "خ".