كتاب العواصم من القواصم ط دار الجيل

رواية الدارقطني خبر التحكيم فضحت الأكاذيب المفتراة

في عصبة كريمة من الناس منهم ابن عمر ونحوه عزل [عمرو] معاوية310 ذكر الدارقطني بسنده إلى حصين بن المنذر311: لما عزل عمرو معاوية جاء "جاء حصين بن المنذر" فضرب فسطاطه قريبًا من فسطاط معاوية، فبلغ [ثناه] 312 معاوية، فأرسل "إلي" فقال: إنه بلغني عن هذا "أي عن عمرو" كذا وكذا313، فاذهب فانظر ما هذا الذي بلغني عنه، فأتيته فقلت: أخبرني عن الأمر الذي وليت أنت وأبو موسى كيف صنعتما فيه؟ قال: قد قال الناس في ذلك ما قالوا، والله ما كان الأمر على ما قالوا314، ولكن قلت لأبي موسى: ما ترى في هذا الأمر؟ قال: أرى أنه في النفر الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنهم راضٍ، قلت: فأين تجعلني أنا ومعاوية؟ فقال: إن يستعن بكما ففيكما معونة، وإن يستغنِ عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما. قال: فكانت هي التي قتل معاوية منها نفسه. فأتيته فأخبرته "أي فأتى حصين معاوية فأخبره" أن الذي بلغني عنه كما بلغه. فأرسل إلى ابن الأعور الذكواني315 فبعثه في خيله، فخرج يركض فرسه ويقول: أين عدو الله، أي هذا الفاسق؟
قال أبو يوسف316: أظنه قال: "إنما يريد حوباء نفسه" فخرج
__________
310 أي بتقريره مع أبي موسى أن أمامة المسلمين يترك النظر فيها إلى أعيان الصحابة. "خ".
311 قال الدارقطني: حدثنا إبراهيم بن همام، حدثنا أبو يوسف الفلوسي وهو يعقوب بن عبد الرحمن بن جرير، حدثنا الأسود بن شيبان، عن عبد الله بن مضارب، عن حصين بن المنذر "وحصين من خواص علي الذين حاربوا معه". "خ".
312 أي عزله عليًّا ومعاوية وتفويضه الأمر إلى كبار الصحابة. "خ".
313 أي أنهما لم يعزلا، ولم يوليا، ولكن تركا الأمر لأعيان الصحابة. "خ".
314 وكتبها الشيخ محب: "نباه"، "س".
315 هو أبو الأعور السلمي، "وذكوان قبيلة من سليم" واسمه عمرو بن سفيان، كان من كبار قواد معاوية، وفي حرب صفين طلب الأشتر أن يبارزه، فرفع عن ذلك؛ لأنه لم ير الأشتر من أنداده.
316 أي الفلوسي راوي هذا الخبر عن الأسود بن شيبان عن عبد الله بن مضارب عن حصين.

الصفحة 180