كتاب العواصم من القواصم ط دار الجيل

نبي الملحمة384 حيث قال على المنبر: "ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" 385. فنفذ الميعاد، وصحت البيعة لمعاوية، وذلك لتحقيق رجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فمعاوية خليفة، وليس بملك.
فإن قيل: فقد روى عن سفينة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الخلافة ثلاثون سنة، ثم تعود ملكا" فإذا عددنا من ولاية أبي بكر إلى تسليم الحسن كانت ثلاثين سنة لا تزيد ولا تنقص يوما. قلنا:
خذ ما تره ودع شيئا سمعت به ... في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل
هذا الحديث387 في ذكر الحسن بالبشارة والثناء عليه، لجريان الصلح
__________
384 حكاية الوساطة بين الحسن ومعاوية وصلحهما رواها الإمام البخاري في كتاب الصلح من صحيحه ك53 ب9 ج3 ص169 عن الإمام الحسن البصري قال: استقبل- والله- الحسن بن علي معاوية بكتاب أمثال الجبال. فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولى حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية- وكان والله خير الرجلين-: أي عمرو، أن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس- عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز- فقال: اذهبا غلى هذا الرجل أي إلى الحسن بن علي فأرضا عليه أي ما يشاء، وقولا لهأي ما يرضيه، واطلبا إليه أي ما تريان فيه المصلحة فأنتما مفوضان. فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما وقالا له، وطلبا إليه. فقال لهما الحسن بن علي: أنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وانهذه الأمة قد عاثت في دمائها أي فيحتاج ارضاؤها في دمائها إلى مال كثير قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك، ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به فصالحه. خ.
385 رواه البخاري مع الحديث السابق عن الحسن البصري أنه سمعه من أبي بكرة وأن أبا بكرة رأي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه فقال ذلك. ورواه البخاري أيضا في مناقب الحسن والحسين من كتاب فضائل الصحابة من صحيحه ك62 ب22 ج4 ص216 وانظر البداية والنهاية 17:8-19 وابن عساكر 211:4-216 خ.
387 أي حديث" إن ابني هذا سيد " الذي رواه البخاري عن الحسن البصري عن أي بكرة. خ.

الصفحة 207