كتاب العواصم من القواصم ط دار الجيل

عاصمة
تحذير المسلمين من أهواء المفسرين والمؤرخين الجهلة منهم وكذا أهل الآداب

إنما ذكرت لكم هذا لتحترزوا من الخلق، وخاصة من المفسرين، والمؤرخين، وأهل الآداب، فإنهم أهل جهالة487 بحرمات الدين، أو على بدعة مصرين، فلا تبالوا بما رووا، ولا تقبلوا رواية إلا عن أئمة الحديث، ولا تسمعوا لمؤرخ كلاما إلا للطبري488، 489 وغير ذلك هو الموت الأحمر، والداء الأكبر، فإنهم ينشئون أحاديث استحقار الصحابة والسلف490، والاستخفاف بهم، واختراع الاسترسال في الأقوال والأفعال
__________
487 يقصد بذلك المفسرين الجاهلين بعلم الحديث، مادام أن الرسول يشرح القرآن. وخير التفاسير: تفسير الإمام ابن كثير. م.
488 لعل القاضي ابن العربي قصد من كلامه أن تاريخ الطبري ذكر حوادثه مسندة إلى رجالها، وفيهم الصادق وفيهم الكاذب. ويستطيع المؤرخ العالم بالرجال تمييز الحق من الباطل. أما غير العالم بعلم الأسانيد، فيضل ضلالا بعيدا بقراءته لتاريخ الطبري، فيكون مثله مثل حاطب ليل يحمل الأفعلى وهو لا يدري وفي ذلك هلاكه وضلاله.
وقد ناقشنا بعض أساتذة التاريخ في بعض الجماعات العربية وذكرت لهم خطأ ما كتبوا، فكان يؤيدون كلامهم بأنهمه إنما كان مصدرهم تاريخ الطبري. م.
489 ومع ذلك فالطبري ذكر مصادر أخباره وسمى رواتها فتكون من أمرهم على بينة، وقال في آخر مقدمة كتابه: فما يكن في كتاب هذا من خبر يستنكره قارئه منأجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا. خ.
490 ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يقول الله تعالى: " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ".
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" مخرج من الصحيحين.
ففي هذا الحديث وأمثاله بيان حالة من جعلهم غرضا بعد رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم وسبهم وافترى عليهم وعابهم وكفرهم واجترأ عليهم. وفي الحديث: "حب الأنصار من الإيمان وبغضهم من النفاق".

الصفحة 260