كتاب العواصم من القواصم ط دار الجيل
وإنما واعده الله كما واعد موسى17، وليرجعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فليقطعن أيدي ناس وأرجلهم"18.
__________
= ومن الغريب أن أعداء الإسلام الذين يحملون على أبي بكر رضي الله عنه منع فاطمة من إرثها في فدك وسهمها من خيبر، بينما علي نفسه لما تولى الخلافة لم يعط أحد ورثها ولا لأحد من بني هاشم ما تركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحديث: "لا نورث ... ".
وإذا كان أبو بكر منع ذلك، فيكون قد منع ابنته عائشة أيضًا من هذا الإرث.
وهناك روايات أخرى مختلطة ومكذوبة في رفض علي وبني هاشم بيعة أبي بكر ضربنا عنها صفحًا؛ لتهافتها, وللروايات الكثيرة التي تثبت مسارعة علي لبيعة أبي بكر ومعاونته في شئون الخلافة، وهو أعرف الناس بفضله. "م".
17 إشارة إلى قول الله عز وجل في سورة البقرة: 51: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَة} ، وقوله سبحانه في سورة الأعراف:142: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} ."خ".
18 مسند أحمد: "196:3 الطبعة الأولى", حديث أنس بن مالك عن يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه: "ثم أرخى الستر، فقبض في يومه ذاك, فقام عمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يمت، ولكن ربه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى، فمكث عن قومه أربعين ليلة، وإني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يقطع أيدي رجال المنافقين وألسنتهم يزعمون "أو قال: يقولون": إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد مات, وفي كتاب "فضائل الصحابة من صحيح البخاري: ك62 ب5" عن عائشة: فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... والله ما يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله, فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم", ونقل الحافظ ابن كثير في: البداية والنهاية: 242:5 ما رواه البيهقي من طريق ابن لهيعة, عن أبي الأسود, عن عروة بن الزبير قال: قام عمر بن الخطاب يخطب الناس ويتوعد من قال "مات" بالقتل والقطع، ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غشية لو قد قام قتل وقطع* وفي "241:5" من البداية والنهاية من حديث
__________
* في سنده ابن لهيعة، فهو ضعيف في هذه الحال."م".
تنبيه: يفهم من إطلاق الأستاذ مهدي الاستنابولي أن في الإسناد عبد الله بن لهيعة أن الحديث ضعيف، ولكن في أمر ابن لهيعة تفصيل كبير, فهو قد اختلط في آخره, فمن سمع منه قبل الاختلاط فحديثه حسن, كالعبادلة الثلاثة, ومن سمع منه بعد الاختلاط فحديثه ضعيف, انظر تقريب التهذيب: 444/1. "س".
الصفحة 57
288