كتاب قسم من المعجم الأوسط للطبراني تحقيق ودراسة (اسم الجزء: 1)
روى عنه: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وحُمَيد الطويل، وثابت البُنَانيُّ، وخلق عظيم.
راوية الإسلام، وخادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقرابته من النساء، وتلميذه، وآخر من مات من الصحابة بالبصرة - رضي الله عنه -. (¬١)
ثالثاً:- الحكم على الحديث:
مما سبق يَتَبَيَّن أن الحديث بإسناد الطبرانيُّ "ضعيفٌ"؛ فيه: عبد الله بن جعفر "ثِقَةٌ، قبل أنْ يَتَغَيَّر"، وأحمد ابن خليد، لا نعلم هل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده، ومن كان كذلك فلا يُقبل حديثه إلا إذا تُوبع. (¬٢)
مُتابعات للحديث:
وتُوبِع عبد الله بن جعفر في روايته لهذا الحديث بمتابعات تامة وقاصرة: فتابعه عليّ بن مَعْبَد بن شَدَّاد، عن أبي المليح - كما سبق في التخريج -، وسنده صَحيحٌ.
وتابعه كذلك سالم بن أبي الجَعْد، وثابت البُنَانيُّ، وقتادة السَّدُوسيُّ، عند البخاري ومُسْلم، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عند مُسْلم - كما سبق بيان ذلك كله في التخريج -.
شواهد للحديث:
وللحديث شواهد في "الصحيحين"، منها: ما أخرجه البخاري، ومُسْلمٌ مِنْ حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ». واللفظ لمسلم. (¬٣) وفي الباب عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، عند البخاري، ومُسْلم. (¬٤)
قلتُ: وعليه فالحديث بمتابعاته، وشواهده يرتقي مِنْ "الضَعيف"، إلى "الصَحيحِ لغيره"، والله أعلم.
- وأمّا عنعنة الزهري: فإنَّه لا يُتَوَقَّف في روايته ما لم يأت نافٍ لذالك؛ ومع هذا فقد صَرَّح الزهري بالتحديث عن أنس كما عند مسلم في "صحيحه". (¬٥)
- وأما رواية أبي المليح عن الزهري: فقد تابعه جماعة من أصحاب الزهري المُقَدَّمِينَ فيه، كما سبق.
قلتُ: والحديثُ عَدَّه بعض أهل العلم من المتواتر، فقال الحافظ ابن حجر: وقد جمع أبو نعيم طرق هذا الحديث في جزء سماه "المحبين مع المحبوبين" بلغ عدد الصحابة فيه نحو العشرين. (¬٦)
وقال ابن كثير: هذا الحديث له طرق متعددة في "الصحيحين" وغيرهما، عن جماعة من الصحابة، عن
---------------
(¬١) يُنظر: "الاستيعاب" ١/ ١٠٩، "أسد الغابة" ١/ ٢٩٤، "تهذيب الكمال" ٣/ ٣٥٣، "السير" ٣/ ٣٩٥.
(¬٢) يُنظر في حكم رواية المُخْتلط: "معرفة أنواع علوم الحديث" لابن الصلاح (ص/٤٩٣)، "فتح المغيث" (٤/ ٤٥٨ - ٤٩٧)، "تدريب الراوي" (٢/ ٥٠١ - ٥١٦)، "نزهة النظر" (ص/٢٧٩).
(¬٣) البخاري (٦١٦٨ و ٦١٦٩)، ك/الأدب، ب/علامة حب الله - عز وجل -، ومسلم (٢٦٤٠) ك/البر، ب/المرء مع من أحب.
(¬٤) أخرجه البخاري (٦١٧٠) ك/الأدب، ب/علامة حب الله - عز وجل -، ومُسْلم (٢٦٤١) ك/البر والصلة، ب/المرء مع من أحب.
(¬٥) "صحيح مسلم" (٢٦٣٩)، ك/البر والصلة، ب/المرء مع من أحب، وفيه: عن الزهري، قال: حدثني أنس بن مالك، به.
(¬٦) يُنظر: "فتح الباري" (١٠/ ٥٦٠).