كتاب قسم من المعجم الأوسط للطبراني تحقيق ودراسة (اسم الجزء: 1)

- وفي آخر المجلد الأول والثاني: صحيحٌ ذلك، وكتبه عبد الحق السنباطيّ.
- وفي بلاغات السماع للمُحَدِّث جار الله بن فهد - المُثْبَتة على بعض مجالس السَّماع بالمجلد الثاني -: بعد أن يذكر بلاغات السماع يقول: كتبه، أو كاتِبُه جار الله بن فهد.
فَدَلَّ ذلك على أنَّ هناك فرقٌ بين (كتبه) و (نسخه)، وبين (كَاتِبُه) و (ناسخه)، فنسخه وناسخه صريحة في دلالتها على أنَّه هو ناسخ المخطوط، ولم تثبت هذه للمظفري؛ وأمَّا كتبه أو كَاتِبُه فهي تدل على أنَّه كاتب السَّمَاع، أو البلاغ، أو كاتب الكلام المذكور قبل هذه الكلمة أو بعده، ونحو ذلك؛ بالإضافة إلى أنَّ المظفري قد اهتم بذكر مجالس سماعه وعددها، وتاريخها على شيخه بداية ونهاية، ولم يُصَرِّح باللفظ بذكر تاريخ انتهائه مِنْ النَّسخ كعادة النُّسَّاخ، مِمَّا يُؤكِّد أنَّه القارئ لجميع النُّسخة على الشيخ، وليس ناسخها؛ ويُؤيد ذلك: أنَّ السخاويّ في ترجمته ذكر أنَّه كان مُهتمًا ومُعْتَنِيًا بقراءة الكتب وعرضها على مشايخه، والله أعلم.
وعليه؛ فمعنى قوله: "كتبه المظفري، أو بقراءة كاتبه"، أي: كتب السَّماع، أو بقراءة كاتب البلاغ.
ولولا ذلك لكان جميع المذكورين (السنباطي، وابنه أحمد، وجار الله، والمظفري) كاتبين وناسخين له.
فهذا ظني واجتهادي - نسأل الله التوفيق والسداد والرشد والصواب -، والله أعلم.
قلتُ: ثُمَّ وقفت بعد ذلك على كلام د/محمود الطحان في وصفه للمخطوط، فوجدته ذهب إلى نفس ما ذهبت إليه بأنَّ المظفري إنَّما هو قارئٌ للنُّسخة، وكاتبٌ للسماعات فقط، وأمَّا النَّاسخ، فقال عنه: ولم يُسمِّ الكاتب نفسه لا في أول النُّسخة ولا في آخرها. (¬١) فالحمد لله رب العالمين على توفيقه.
ب النُّسخة الناقصة: وهي مِنْ محفوظات مكتبة كوبريلي بتركيا برقم (٤٥٤)، وتحتوي على (٣٤٧) ورقة، كل ورقة صفحتان، مِنْ الجزء (٣٨) إلى آخر الكتاب، ومقاسها: ٢١٦ x ١٧.٥، وتاريخ نسخها سنة (٦٢٥ هـ)، وخطها نسخي واضح، وقمت بفضل الله - عز وجل - بتصويرها مِنْ الآتي:
- معهد المخطوطات بالقاهرة، محفوظة برقم (٤٨٣)، وحصلت منه على نسخة لها.
- مركز الملك فيصل بالمملكة السعودية، محفوظة برقم (١٥١٨)، وحصلت منه على نسخة لها. (¬٢)
وكلا النُّسختين إحداهما مصورة عن الأخرى؛ والجزء الذي قمتُ على تحقيقه غير موجود بهذه النسخة، لكونها ناقصة، لذا اكتفيت بما ذكرته مِنْ وصفي، مُعتمدًا على وصف المحقق الفاضل لطبعة/ دار الحرمين، فقد وصفها وصفًا دقيقًا، فاكتفيتُ بما ذكروه، شاكرًا لأفضالهم، داعيًا لهم - فجزاهم الله خير الجزاء -.
_________
(¬١) يُنظر: مقدمة التحقيق لـ "المعجم الأوسط" ط/مكتبة المعارف، بتحقيق د/محمود الطحان (١/ ١٨).
(¬٢) صَوَّرها لي عمي الفاضل الحاج/ حمدي الأشموني - أثناء عمله هناك - على نفقته الخاصة، فرحمه الله رحمة واسعة.

الصفحة 59