كتاب قسم من المعجم الأوسط للطبراني تحقيق ودراسة (اسم الجزء: 1)
والبيهقي في "المعرفة" (١٤٠٣٤)، كلهم من طرق، عن سُفْيَان الثوري - من أصح الأوجه عنه (¬١) -.
وقال الترمذي: حديثُ أَنَسٍ "حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، وهو قول غيرِ واحدٍ مِنْ أهل العلم، منهم: الحسنُ البَصْرِيُّ، قال: لا بَأْس أن يَعود قبل أن يتوضَّأ. وقد روى محمَّد بن يُوسُفَ هذا، عن سُفْيَانَ، فقال: عن أبي عُرْوَةَ، عن أبي الخَطَّابِ، عن أَنَسٍ؛ وأبو عُرْوَة: هو مَعْمَر بن رَاشِدٍ، وأبو الخَطَّاب: هو قَتَادة بن دِعَامَة.
• والنسائي في "الكبرى" (٢٥٦) ك/الطهارة، ب/إتيان النِّساء قبل إحداث غُسْل، من طريق ابن المبارك.
ثلاثتهم (عبد الرَّزَّاق، والثوري، وعبد الله بن المبارك) عن مَعْمَر بن راشد، به.
ب دراسة إسناد الوجه الثاني (إسناد الفضل بن دُكين):
١) أبو نُعيم الفضل بن دُكين: "ثِقَةٌ ثَبْتٌ". (¬٢)
٢) سُفيان الثوري: "ثِقَةٌ حافظٌ فقيهٌ عابدٌ إمامٌ حجةٌ". (¬٣)
٣) مَعْمر بن راشد: تقدَّم في الوجه الأول.
٤) قَتَادة بن دِعَامة السَّدُوسي: "ثِقَةٌ ثَبتٌ فاضلٌ، كان يُدَلِس، ويُرسل كثيراً" لكن لا يُتوقف في عنعنته عن أنس، لكثرة روايته عنه، وملازمته له، تقدَّم في الحديث رقم (٧٥).
٥) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "صحابيٌّ، جليلٌ، مُكثرٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٠).
ثالثاً: - النظر في الخلاف في هذا الحديث:
مِمَّا سبق يَتَبَيَّنُ أنَّ الحديث مداره على مَعْمَر بن راشد، واختُلف عليه فيه من وجهين:
الوجه الأول: مَعْمَر، عن ثابتٍ، عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه -.
الوجه الثاني: مَعْمَر، عن قَتَادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
والذي يَظهر - والله أعلم - أنَّ الوجه الثاني أصحُّ، وأرجحُ؛ للقرائن الآتية:
١) الأكثرية: حيث رواه بالوجه الثاني ثلاثة من الرواة الثقات - عبد الرَّزَّاق، والثوري، وابن المبارك -، بينما لم يَروه بالوجه الأول - المرجوح - إلا سُفيان بن عُيَيْنَة؛ لذا قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا ابْنُ عُيَيْنَةَ. (¬٤) وقال ابن خُزيمة: هذا خَبَرٌ غَرِيبٌ - يقصد: رواية ابن عُيَيْنَة -. (¬٥)
٢) الأحفظية: فرواة الوجه الثاني أثبت في مَعْمَر من رواة الوجه الأول؛ قال الإمام أحمد: إذا اختلف أصحاب مَعْمَر فالحديث لعبد الرَّزَّاق. وقال يعقوب بن شيبة: عبد الرَّزَّاق مُتَثَبِّت في مَعْمَر، جيد الإتقان.
---------------
(¬١) يُنظر: "علل الحديث" لابن أبي حاتم (١/ ٤٢٢/ مسألة ١٩)، "العلل" للدَّارقطني (١٢/ ١٤٢/ مسألة ٢٥٤٠)، و"المعجم الأوسط" (٤٨٠٥)، و"الروض البَسَّام" (٢١١)، و"حلية الأولياء" (٧/ ١٠٠)، وغيرها.
(¬٢) يُنظر: "التقريب" (٥٤٠١).
(¬٣) يُنظر: "التقريب" (٢٤٤٥).
(¬٤) يُنظر: "المعجم الأوسط" رواية الباب.
(¬٥) يُنظر: "صحيح ابن خزيمة" حديث رقم (٢٢٩).