كتاب قسم من المعجم الأوسط للطبراني تحقيق ودراسة (اسم الجزء: 1)

٦) عَمْرو بْن أمية بْن خويلد بن عَبد الله بن إياس، أَبُو أُمَيَّة الضَّمْريُّ.
رَوَى عَن: النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. رَوَى عَنه: أبناؤه الثلاثة: عبد الله، وجعْفر، والفضل، وآخرون.
شهد بدرًا وأحدًا مَعَ المشركين، ثُمَّ أسلم حِينَ انصرف المشركون عن أحد، وكان رجلاً شجاعاً له إقدام مِن أبطال الصحابة. قال ابن عَبد البَرِّ: كان رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يبعثه في أموره. وذكر غير واحدٍ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى النَّجاشي بكتاب يَدْعوه فيه إلى الإسلام. روى له الجماعة. (¬١)

ثانياً: - الوجه الثاني: يَعْقُوب بن عَمْرو، عن جَعْفَر بن عَمرو بن أُميَّة الضَّمْرِيِّ (مُرْسلاً).
أ تخريج الوجه الثاني:
• أخرجه ابن أبي شيبة في "المُصَنَّف" (٣٦٦٢٨) - ومِن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (٤٥/ ٤٢٩) -، قال: حدَّثنا حَاتِمُ بن إِسْمَاعِيل، عن يَعْقُوب، عن جَعْفر بن عَمْرو، مُرْسلاً، بنحو رواية الباب، إلا أنَّه ذكر: أنَّ الذي بعثه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هو عمرو بن أُميَّة، وليس عمرو بن العاص، وفيه زيادة قوله: " قَالُوا لِلنَّجَاشِيِّ: هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى مَمْلُوكٌ، قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي عِيسَى؟ قَالَ: كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ، قَالَ: مَا اسْتَطَاعَ عِيسَى أَنْ يَعْدُوَ ذَلِكَ ".
ب دراسة إسناد الوجه الثاني (إسناد ابن أبي شيبة):
١) أبو بكر ابن أبي شيبة: "ثقةٌ حافظٌ، صاحب تصانيف". (¬٢)
٢) حاتم بن إسماعيل: "ثِقَةٌ"، وروى له الجماعة. (¬٣)
٣) يَعْقُوب بن عَمْرو الضَّمْريُّ: "حسن الحديث"، تَقَدَّم في الوجه الأول.
٤) جعفر بن عَمْرو بن أمية الضَمْريُّ: "ثِقَةٌ"، تَقَدَّم في الوجه الأول.

ثالثاً: - النظر في الخلاف على هذا الحديث:
مِمَّا سبق يَتَبيَّن أنَّ الحديث مداره على يَعْقُوب بن عَمْرو الضَّمْريِّ، واختُلف عنه مِن وجهين:
الوجه الأول: يَعْقُوب بن عَمْرو، عن جَعْفَر بن عَمرو بن أُميَّة، عن أبيه (مَوْصولاً).
الوجه الثاني: يَعْقُوب بن عَمْرو، عن جَعْفَر بن عَمرو بن أُميَّة الضَّمْرِيِّ (مُرْسلاً).
والذي يَظْهر - والله أعلم - أنَّ الوجه الثاني هو الأقرب إلى الصواب؛ للقرائن الآتية:
١) أنَّ الوجه الأول لم يَروه عن يعقوب إلا عَبْد اللَّهِ بن مُوسَى التَّيْمِيّ - فيما وقفتُ عليه -، وهو "صدوقٌ كثير الخطأ"، وقال ابن حبَّان: في أحَادِيثه رفع المَوْقُوف وَإسْنَاد المُرْسل كثيراً - كما سبق -. وهذا بخلاف الوجه الثاني، فقد رواه حاتم بن إسماعيل، ووثَّقه غير واحدٍ مِن أهل العلم.
---------------
(¬١) "معرفة الصحابة" لأبي نُعيم ٤/ ١٩٩٣، "الاستيعاب" ٣/ ١١٦٢، "أسد الغابة" ٤/ ١٨١، "الإصابة" ٧/ ٣٣٣.
(¬٢) يُنظر: "التقريب" (٣٥٧٥).
(¬٣) يُنظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ٢٥٨، "الثقات" ٨/ ٢١٠، "التهذيب" ٥/ ١٨٧، "التقريب، وتحريره" (٩٩٤).

الصفحة 629