كتاب قسم من المعجم الأوسط للطبراني تحقيق ودراسة (اسم الجزء: 2)

[١٠١/ ٥٠١]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ (¬١)، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخُو أَبِي مَعْمَرٍ (¬٢)، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَدْعُونِي إِلَى السَّحُورِ (¬٣)، وَقَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاهُ الْغَدَاءَ (¬٤) الْمُبَارَكَ».
* لا يُرْوَى هذا الحديث عن عُمَرَ إلا مِنْ هذا الوجه، ولا نعلم رَوَاه عن ابن عُيَيْنَةَ إلا محمَّدُ بن إبراهيم أخو ... أبي مَعْمَرٍ: [عِيسَى بن السَّرِيِّ الحَجْوَانِيِّ (¬٥) كُوفِيٌّ] (¬٦).

أولاً: - تخريج الحديث:
• أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/ ٢٧٠)، والضياء في "المختارة" (١٨٠)، مِن طريق الطبراني، به. وذكروا كلام الطبراني عقب الحديث، دون الجملة الأخيرة مِنه، وهى قوله: عِيسَى بن السَّرِيِّ الحَجْوَانِيِّ كُوفِيٌّ.
وذكره ابن كثير في "مسند الفاروق" (١/ ٢٧٣) بإسناد الطبراني، ومتنه، وذكر كلام الطبراني عقبه.

ثانياً: - دراسة الإسناد:
١) أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر، أبو جَعْفر الجَوهري، البغدادي.
روى عن: محمد بن إبراهيم، وعفان بن مُسْلِم، وعلي بن الجَعْد، وآخرين.
روى عنه: أبو القاسم الطبراني، وأحمد بن كامل، وابن قانع، وآخرون.
---------------
(¬١) الجَوْهَرِي: بِفَتْح الْجِيم وَالْهَاء، بَينهمَا وَاو سَاكِنة، وَفِي آخرهَا الرَّاء، نِسْبَة إلى بيع الجَوْهَر. "اللباب" (١/ ٣١٣).
(¬٢) أبو مَعْمَر هذا هو: إِسْمَاعِيل بن إبراهيم بن مَعْمَر بن الحسن الهُذَلي، أبو مَعْمَر القَطِيعِيّ الهروي. يُنظر: "التاريخ الكبير" (١/ ٣٤٢)، "الكنى والأسماء" للإمام مسلم (ص/٧٩٢)، "تهذيب الكمال" (٣/ ١٩).
(¬٣) السحور: بِالْفَتْحِ: اسمُ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ مِنَ الطَّعام والشَّراب، وبالضَّم: المصدرُ والفعلُ نفسُه. يُنظر: "النهاية" (٢/ ٣٤٧).
(¬٤) قال الخطَّابي في "غريب الحديث" (٢/ ٤٨٠): سماه غداءً؛ لأنه للصائم بمنزلة الغداء للمُفْطِر، وأول وقت الغداء عند العرب قبيل الفجر الثاني، ويقال لمن خرج في ذلك الوقت: قد غدا في حاجته، فمن خرج قبل ذلك الوقت، قيل: أدلج. وقال في "معالم السنن" (٢/ ١٠٤): سماه غداءً: لأنَّ الصائم يتقوى به على صيام النهار، فكأنَّه قد تَغَدَّى.
(¬٥) لم أقف على حقيقة هذه النسبة - على حد بحثي - والله أعلم.
(¬٦) ما بين المعقوفتين هكذا بالأصل، ونقله عنه ابن كثير في "مسند الفاروق" (١/ ٢٧٣)؛ بينما رواه الخطيب، والضياء - كما فَصَّلتُه في التخريج - مِن طريق المُصَنِّف - رضي الله عنه -، وليس عندهما هذه الجملة، وفي "مجمع البحرين" (١٥٠٤)، أشار محققه الفاضل بأنَّ هذه العبارة ثابتةٌ في بعض النُّسخ، وأنَّها لا معنى لها. قلتُ: وهو كما قال - جزاه الله خيراً -؛ فأبو مَعْمر ليس هو عيسى بن السَّري، وإنَّما هو: إِسْمَاعِيل بن إبراهيم الهُذَلي - كما سبق -، وبعد البحث لم أقف على أحدٍ يُسمَّى (عيسى بن السَّري)؛ ولم أجد توجيهاً لسبب إقحام هذه العبارة في الأصل، إلا القول بأنَّها خطأ مِن الناسخ، وليست مِن المُؤلف بدليل عدم ثبوتها عنه في الرواية، كما عند الخطيب، والمقدسي، مع عدم ثبوتها في بعض نُسخ "مجمع البحرين"، والله أعلم.

الصفحة 687