كتاب قسم من المعجم الأوسط للطبراني تحقيق ودراسة (اسم الجزء: 1)

قَرَأَ الْقُرْآنَ. قَالَ: «مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ بالنَّاس». فَقُلتُ لحَفْصَة قُولي. فقالت. فَقَالَ: «إنكن صواحبات يوسف، مروه فليصل بالنَّاس».
قالت: واللَّه مَا قُلْتُ ذَلِكَ إِلا أَنِّي كُنْتُ أُحِبُ أَنْ يُصْرَفَ ذلك عن أبي بكرٍ، وَعَرِفْتُ أَنَّ النَّاسَ إن يُحِبُّوا رَجُلا قَامَ مَقَامَه ر - صلى الله عليه وسلم - أبدًا، وَأَنَّ النَّاس سَيَتَشَاءَمُون به في كل موت، فكنت أحبُّ أَنْ أَصْرِفَ ذلك [١/ ٦٢/أ] عن أبي بكرٍ.
[١٠] حدثنا أحمد بن إسحاق الخَشَّاب الرَّقي، قال: نا عبد الله بن جعفر، نا عُبَيد الله بن عَمرو، عن زيد، عن أبي إسحاق، عن مُجاهد، عن أبي هُريرة، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَسَلَّم عليه في بَيْتِه، وَفِي البَيْتِ سِتْرٌ مَنْصُوبٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ. فَقَالَ له النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «ادْخُلْ». فَقَالَ: «إِنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَإِنْ كُنْتَ لابُدَّ جَاعِلها فِي بَيْتِكَ، فاجعلها وَسَائِدَ، وَبُسُطًا».
[١١] وعن أبي إسحاق، عن عاصم بن عَمرو، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ مِنْ الْعِرَاقِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ فَقَالُوا: جِئْنَاك لنَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاثٍ. قَالَ: مَا هُو؟ قَالُوا: صَلاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ تطوعًا، مَا هِي؟ وَمَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ حَائِضاً؟ وَعَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ عُمر: أَسَحَرَةٌ أَنْتُمْ؟! قَالُوا: لا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نَحْنُ بِسَحَرَةٍ.
قال: أَفَكَهَنَتٌ أنتم؟! قالوا: لا. فَقَالَ: لقد سَأَلْتُمُونِي عَنْ ثَلاثٍ، مَا سَأَلَنِي عَنْهُنَّ أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنهم قَبْلَكُمْ، فقال: أَمَّا صَلاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ تَطَوُّعًا فَنَوِّرْ (¬١) بَيْتَكَ مَا اسْتَطَعْتَ؛ وَأَمَّا الْحَائِضُ فَلَكَ مَا فَوْقَ الإِزَارِ وَلَيْسَ لَكَ مَا تَحْتَهُ؛ وَأَمَّا الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَتُفْرِغُ بِيَمينك على شِمَالِكَ، ثُمَّ تُدْخِلُ يَدَكَ فِي الإِنَاءِ فَتَغْسِلُ فَرْجَكَ وَمَا أَصَابَكَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ تُفْرِغُ عَلَى رَأْسِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ تُدَلِّكُ رَأْسَكَ كُلَّ مَرَّةٍ.
[١٢] وعن زيدٍ، عن محمد بن قيس النخعيّ، عن أبي الحكم البجليّ، قال: دخلت على أبي هريرة، وهو يحتجم؛ فقال: يا أبا الحكم أتحتجم؟ فقلت: ما احتجمت قط.
قال أبو هريرة: أخبرنا أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَّ جبريل أخبره: أنَّ الحجامة مِنْ أَنْفَعِ مَا تَدَاوى به النَّاس».
[١٣] وعن زَيْدٍ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي أُمَامَةَ الباهليِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَمَضْمَضَ أَحَدُكُمْ، حُطَّ مَا أَصَابَ بِفِيهِ، وَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ حُطَّ مَا أَصَابَ بوجْهِهِ، وَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ حُطَّ مَا أَصَابَ بِيَدِهِ، وإذا مَسَح بِرَأسِه تَنَاثَرَتْ خَطاياه مِنْ أصول شَعْرِه، وَإِذَا غَسَلَ قَدَميه حُطَّ مَا أَصَابَ بِرِجْلَيْهِ».
[١٤] وعن زيدٍ، عن عَمرو بن مُرَّةَ، عن هِلَالَ بن يساف، عن عَمرو بن رَاشِدٍ.
عن وَابِصَةَ بن مَعْبَدٍ، قال: أَبْصَرَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - رَجُلا يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلاةَ.
[١٥] وعن زَيْدٍ، عن المنهال بن عَمرو، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عُمر: أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لعن مَنْ يُمثل بالحيوان.
[١٦] وعن زَيْدٍ، عن القاسم بن عوف الشَّيْبَانِيِّ، قال: سَمِعْتُ ابن عُمَرَ، يَقُولُ: لَقَدْ عِشْتُ بُرْهَةً، [وَإنَّ أَحَدنَا يُؤْتَى
_________
(¬١) تكررت في الأصل.

الصفحة 75