كتاب الآيات الكونية دراسة عقدية

ليس كل أحد يعتبر ويتفكر، وليس كل من تفكر أدرك المعنى المقصود (¬1).
ولأهمية التفكر في آيات الله الكونية نجد أن الله -تعالى- قد أقسم ببعضها تنبيها لأهميتها ونظامها وبديع صنعتها (¬2)، وهذا في آيات كثيرة.
والتفكر من العبادات القلبية الجليلة، وهو من أفضل أعمال القلب وأنفعها له (¬3)، كما أنه أصل الطاعات ومبدؤها (¬4). وهو سبيل المرء إلى العمل، وإدراك حقائق الأشياء، بل إن حياة المرء وسعادته تبع لأفكاره.
قال ابن سعدي -رحمه الله-: " وأعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا، فحياتك طيبة سعيدة وإلا فالأمر بالعكس" (¬5).
فإعمال الفكر فيما ينفع ويقرب إلى الله من أهم المطالب الدينية. وقد مدح الله عباده الذين يذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، قائلين: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (¬6).
¬__________
(¬1) المصدر السابق: 1/ 496.
(¬2) آيات الله في الكون: 20، وانظر: التفكير فريضة إسلامية لعباس محمود العقاد، ضمن موسوعة عباس محمود العقاد الإسلامية، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1: 5/ 829.
(¬3) مفتاح دار السعادة: 1/ 284.
(¬4) المصدر السابق: 1/ 183.
(¬5) الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ: عبد الرحمن بن سعدي، طبعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، ط4: 27.
(¬6) آل عمران: 191.

الصفحة 51