ثانياً: تحريف معنى سجود الأشجار:
قال تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} (¬1) والنجم ما لا ساق له، والشجر ما له ساق (¬2).
فقيل في سجودهما أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء. وقيل: سجودهما دوران الظل معهما، وقيل: إن معنى السجود أنها مسخرة لله فلا تعبدوها، وقيل: أصل السجود في اللغة الاستسلام والانقياد لله -عز وجل-، فهو من الموات كلها استسلامها لأمر الله -عز وجل- وانقيادها له (¬3).
وقد سبق في مبحث عبودية الكائنات (¬4) أن سجود هذه الكائنات سجود حقيقي الله أعلم بكيفيته لقوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (¬5).
¬__________
(¬1) الرحمن: 6.
(¬2) انظر: تفسير الطبري: 27/ 136، وتفسير القرطبي: 17/ 153.
(¬3) انظر هذه الأقوال في تفسير القرطبي: 17/ 154.
(¬4) ص: 65.
(¬5) الإسراء: 44.