كتاب الآيات الكونية دراسة عقدية

وقال تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} (¬1) كدردي الزيت، ثم يكون الضعف والوهن في السماء على عظمها وقوتها (¬2)، {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} (¬3).
وقال تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ} (¬4)، وقال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (¬5)، فهي تتشقق وتنفطر وتضعف ويكون فيها فُرج أي: أبواب (¬6)، كما أخبر سبحانه وتعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا} (¬7).
وفي نهاية الأمر تنتهي السماء وذلك بنزعها وطيها (¬8)، قال تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} (¬9) فقلعت ونزعت بشدة فطويت (¬10)، وقال تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (¬11)، وأن هذا الطي كطي السجل للكتب، قال تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (¬12).
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة دالة على مثل ما دلت عليه النصوص القرآنية، ومبينة لما يقوله الحق تبارك وتعالى بعد قبضه الأرض، وطيه السماء، ففي الحديث المتفق عليه
¬__________
(¬1) المعارج: 8.
(¬2) انظر: تفسير القرطبي: 18/ 265.
(¬3) الحاقة: 16.
(¬4) المرسلات: 9.
(¬5) الانفطار: 1.
(¬6) انظر: تفسير ابن كثير: 8/ 297.
(¬7) النبأ: 19.
(¬8) وقد ذكر علماء الفلك أن ذلك سيأتي. انظر: الموسوعة الكونية الكبرى: 20/ 262.
(¬9) التكوير: 11.
(¬10) انظر: تفسير القرطبي: 19/ 235.
(¬11) الزمر: 67.
(¬12) الأنبياء: 104.

الصفحة 611