كتاب العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير ط العلمية (اسم الجزء: 7)

النكاح، وهذا ظاهر لفظ "المختصر" (¬1).
ومنها: تفضيل زوجاته على سائر النساء (¬2)، وجعل ثوابهن وعقابهن على الضِّعْفِ، قال في "التهذيب": ولا يَحِلُّ لأحد أن يسألهن شيئاً إلاَّ من وراء حجاب، لقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] [الآية] وأما غَيْرهُنَّ، فيجوز أن يُسْأَلْنَ مُشَافَهَةً (¬3).
ومن فضائله وخصائصه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غير النكاح أنه خاتم النبيين -صَلَوَاتُ اللهِ عليه- وَأُمَّتُهُ خَيْرُ الاُمَم، وأن شريعته نَسَخَتِ الشَّرَائِعَ وجعلت مؤبدة وجعل كتابه معجزاً بخلاف كتب سائر الأَنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وحفظ عن التحريف والتبديل، وأُقيم بعده حجة على الناس، ومعجزات سائر الأنبياء صلوات الله عليهم انْقَرَضَتْ بانْقِرَاضِهِمْ، وَنُصِرَ بالرُّعْبِ على مسيرة الشهر، وَجُعِلَتْ له الأَرْضُ مسجداً، وَتُرَابُهَا طَهُوراً، وأحلت له الغنائم (¬4)، ويشفع في أهل الكبائر (¬5)، وَبُعِثَ إلى النَّاسِ
¬__________
(¬1) قال النووي: قال البغوي: كن أمهات المؤمنين من الرجال دون النساء، روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها، وهذا جارٍ على الصحيح عند أصحابنا وغيرهم من أهل الأصول، أن النساء لا يدخلن في خطاب الرجال. وحكى الماوردي في تفسيره خلافاً في كونهن أمهات المؤمنات، وهو خارج على مذهب من أدخلهن في خطاب الرجال. قال البغوي: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أباً للرجال والنساء جميعاً. وقال الواحدي من أصحابنا: قال بعض أصحابنا: لا يجوز أن يقال: هو أبو المؤمنين، لقول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ}.
قال: نص الشَّافعي على أنه يجوز أن يقال: هو أبو المؤمنين، أي: في الحرمة. ومعنى الآية: ليس أحد من رجالكم ولد صلبه. والله أعلم.
(¬2) قال في الخادم هل المراد نساء أهل هذه الأمة أو نساء كلهن. فيه خلاف حكاه الروياني في البحر ويستثنى من إطلاقه سيدتنا فاطمة -رضي الله عنها- فهي أفضل نساء العالمين لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فاطمة بضعة مني) ولا يعدل ببضعة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد وفي الصحيحين أما ترضين أن تكوني خير نساء هذه الأمة.
(¬3) قال النووي: في زوائده: وأفضل زوجاته -صلى الله عليه وسلم-، خديجة، وعائشة رضي الله عنهما قال المتولي: واختلفوا أيتهما أفضل والله أعلم.
ورجح الشيخ السبكي والشيخ البلقيني تفضيل خديجة على عائشة رضي الله عنهما.
(¬4) هو في حديث جابر وغيره في الصحيحين، وفي الطبراني: مسيرة شهرين، والجمع بينهما بما ورد في مسند أحمد: شهراً وراءه، وشهراً أمامه، وكذا قوله: وجعلت لي الأرض مسجداً، لكن قوله: وترابها طهوراً، من أفراد مسلم من حديث حذيفة.
وقوله: وأحلت له الغنائم، هو في الأحاديث المذكورة وفيها: ولم تحل لأحد قبلي.
(¬5) فيه حديث أنس: شفاعتي لأهل البهائر من أمتي، أخرجه أبو داود والترمذي، فرواه مسلم بدون ذكر الكبائر، وعلقه البخاري من حديث سيمان التيمي عنه. وفي الباب عن جابر في صحيح ابن حبان، وشواهده كثيرة. قوله: وبعث إلى الناس عامة، هو في الأحاديث المذكورة. =

الصفحة 458