كتاب العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير ط العلمية (اسم الجزء: 8)

فرْعٌ: قَوْلُهُ: "أوقعْتُ عليْكِ طلاقي" صريحٌ، قاله القاضي الرُّوياني، وأمَّا قوله "معنى الطلاق" إلى قوله: "فيه وجْهان" فيه مسألتان:
إحداهما: ذَكَر الأصحاب أن ترجمة قوْل القائل: أنتِ طالقٌ بالعجمية توهشته (¬1) وقال الإِمام وصاحب الكتاب: ترجمة قوله: (طلقتك دست ما راداشتيم) (¬2) فالمناسب لمَا قيل في ترجمة قوله: أنتِ طالقٌ: أن يقال ترجمته: (بهشتم مرا أو مرا بهشتم) (¬3) وكذا ذَكَره القاضي الرُّويَاني، ولم يشترطوا في الترجمة أن يقول (هشته أو بهشم أرزني (¬4)) (¬5) كما لم يشترط في العربية أن يقول: من نكاحي أو من النكاح، ومعنى قوله: "سَرَّحْتُكِ" (كَسيل كردم مرا) (¬6) وقوله: "فَارَقْتُكِ هو (أزتوجد الشتم) (¬7).
إذا عرف ذلك، ففي ترجمة لَفْظ الطَّلاَق بالعجمية وسائر اللغات وجهاً ولم يورد أكثرهم غيْره: أنَّها صريحةٌ؛ لكثرة استعمالها في معناها عنْد أهْل تلْك اللغات شهرة العربية عنْد أهلها.
والثاني: ويُنْسَبُ إلى الإِصطخري: أنها ليْسَتْ صريحةً (¬8)؛ لأن اللفظة العربية هي الواردة في القرآن والمتكررة على لسان جملة الشرع، ويكن أن يُقَال: إنها الشائعة في جميع اللغات، ولم يتعرَّضوا هاهنا للفرق بين أن يُقَدَّر على العربية أو يُقَدَّر كما فَعَلوا في النِّكَاح، وعن القاضي الحُسَيْن وجه فارق بين أن يقول (توهشته أي) (¬9) فيجعل صريحاً، بين أن يَقُول (دست ما ردا شتم) (¬10) فلا يكون صريحاً وأنكره الإِمام، وقال: لا يكُونُ هذا المعنى قوله: طَلَّقْتك، فليكنْ صريحاً كقوله "توحشته" أي الَّذي هو معنى: أنْتِ طالقٌ، ويشبه أن يُقَال إنَّه ليْس معنى قوله: طلقْتُكِ، كما أشرنا إلَيْه، وأن معناه وهو (وابهشيم) (¬11) صريحٌ، ثم في العُدَّة وجه: أن هذا إنما يكون صريحاً، إذا قال معه
¬__________
(¬1) كلمة فارسية بمعنى: أنتِ طالقٌ.
(¬2) جملة فارسية بمعنى: نفضت يدي منك.
(¬3) جملة فارسية بمعنى: خلصتني أو خليتيني.
(¬4) جملة فارسية بمعنى: طالق أو طلقتك.
(¬5) يعني: غير لائقة.
(¬6) جملة فارسية بمعنى: تخليت عني كاملاً أو فارقتني كاملاً.
(¬7) جملة فارسية بمعنى: انفصلت عنك.
(¬8) اقتصاراً في الصريح على العربي لوروده في القرآن وتكرّره على لسان حملة الشرع.
(¬9) جملة فارسية بمعنى: أنتِ طالقٌ.
(¬10) جملة فارسية بمعنى: إنك كنت في عصمتنا.
(¬11) يعني: طلقتك.

الصفحة 511