كتاب العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير ط العلمية (اسم الجزء: 8)
(ارزني) (¬1)، والظاهر أنَّه لا حاجة إليْه، ومن قال به، فليقل بمثله في توهشته، ولو قال توهشته، قال إسماعيل بن أبي القاسم البوشنجي: هو (وازآن قوْل القائل) (¬2) (توطلاق) قال: وقد نقل شيخي عن القاضي أنه كان يقول: قوله بَوطلاق لم يكن صريحاً بِمَرْوَ الرُّودْ، ثم صار صريحاً، ولك أن تقول قوله (توهشته أي وازان قول القائل توطالق وازآن قوله توطالق) (¬3) ثم الأصْل في (توطالق وتوطلاق توطالقي، وتوطلاقي) (¬4) فإن اطرد عرف قوم بحذف الياء وفهموا من "بوادنا" ما يفهمون من "بوداناي" كان ذلك صريحاً فيما بينهم، ثم يجيء في قوله: توطلاق وتوطلاقي الخلاف المذكور في قَوْلِه: أنْتِ الطلاق، وأما ترجمة السَّرَاح والْفِرَاق ففيهمما الوجهان المذكوران في ترجمة الطَّلاق، ولكن بالترتيب، وهي أوْلَى بالاَّ لا تجعل (¬5) صريحة؛ لأن ترجمتها بعيدةٌ عن الاستعمال في الطَّلاق.
قال الإِمام -رحمه الله- وهذا أظهر، وبه أجاب القاضي الروياني في "الحلية".
ولو قال: ببطلان (زن من) (¬6) فهو صريح، حكي ذلك عَنِ القفَّال وغيْره.
ولو قال لامرأته في حال الغَضَب: (يك طلاق وروطلاق) (¬7)، وسكت، لا يقع الطلاق.
ولو قال: (يك طلاقٌ مراء) (¬8)، أو قال (وراسه: طلاق) (¬9) يقع، ذَكَره القاضي الحُسَيْن في "الفتاوى"، وهو قريب من قوله: لك طلقةٌ، وقد نَقْلنا أنَّه صريحٌ.
وقال إسماعيل البوشنجي: لا أرى هذا طلاقاً واقعاً؛ لأنه لم يتضمْن إيقاعاً، وقول القائل: لك هذا الثوبُ، يحتمل الإخبار عن المِلْك، ويحتمل الهبة، وروي ما رآه عن محمد الماخُوني، والأول عن أبي المُظَفَّر السمعاني، وروي عن سعيد الأَسْتَرَابَاذِيِّ: أنه لا يقع، وإن نوى.
ولو قالت له امرأته: (دست از من بدار) (¬10) فقال: (بداشتم) (¬11)، فقالت: (نه
¬__________
(¬1) يعني غير لائقة.
(¬2) يعني: وفي ذلك قول القائل.
(¬3) يعني: أنتِ طالقٌ ومن ذلك قول القائل: أنتِ طالقٌ.
(¬4) يعني: أنتِ طالقٌ، وأنتِ الطلاق هو أنك مطلقة وأنتِ مُفَارقَة.
(¬5) وجزم به ابن المقري في روضه للاختلاف في صراحتهما بالعربية فضعفا بالترجمة.
(¬6) جملة فارسية بمعنى: طلاق زوجتي أو امرأتي.
(¬7) جملة فارسية بمعنى: طلقة واحدة وطلقتين.
(¬8) جملة فارسية بمعنى: أنتِ مني طالق مرة واحدة.
(¬9) يعني: أنتِ مني طالق ثلاثاً.
(¬10) جملة فارسية بمعنى: ارفع يديك عني، يعني: خلصني.
(11) يعني: خلصتك.