كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

وقالوا: إذا طَلَعَتْ السمكةُ تَعَلَّقَتِ الحَسَكَةُ (132) . يقولُ: يَبِسَ شجرُ (133) الحَسَكِ فعَلِقَ بالغَنَمِ.
وقالوا: إذا كانتِ الثُّريّا قِمَّ الرأسِ فَلَيْلَةُ فتىً وفأسِ. قال أبو عليّ: يقول: ليلةُ احتطابٍ.
وإذا كانتِ الثُّريّا بقَبَل فَلَيْلَةُ نتاجٍ وجَمَل.
وإذا كانتِ الثريّا بدَبَر فَلَيْلَةُ رِيحٍ ومَطَر (134) .
وقالوا: إذا طلعتِ الشِّعْرى سَفَرا، ولم تَرَ فيها مطرا، فلا تُلْحِقْ فيها إمَّرَةً ولا إمَّرَا ولا سُقْيَباً ذَكَرَا. أمَّرَةٌ: عَنَاقٌ، وإمَّرٌ: جَدْيٌ.
وقالتِ العربُ: سِطِي مَجَر ترطب هَجَر (136) . يريدون المَجَرَّةَ التي في السماء فيُرخَّمُ. وسِطِي من وَسَطَ يَسطُ: إذا صارَ وَسْطا.
ويُقال: (أُرِيها السُّها وتُرِيني القمر) (137) . السُّها: بقيةٌ من النجوم. ويُقالُ: هو الكوكبُ الأَوْسَطُ من الثلاثِ من بناتِ نَعْشٍ.
وقالوا في بناتِ نَعْشٍ: بنو نَعْشٍ، قال النابغةُ الجَعْدِيّ: ُ (138) (7 ب)
(سَرَيْتُ بهم والديكُ يدعو صباحَهُ ... إذا ما بنو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا)
وقالَ بَعْضُهُم: أَسألُها عن السُّها وتريني القَمَرَ.
وقالوا: هي الزُّهَرَةُ، بالتحريكِ، قالَ الراجِزُ (139) :
(قد أَمَرَتْني زَوْجَتي بالسَّمْسَرَه ... )
(وصَبَّحَتْني لطُلوعِ الزُّهَرَه ... ) ِ
__________
(132) الأنواء 85، الأزمنة والأمكنة 2 / 184، الأزمنة والأنواء 156.
(133) في الأصل: شجر.
(134) ينظر: الأزمنة والأمكنة 2 / 180. وجاءت (فليلة) في المواضع الثلاثة في الأصل: (قليلة) وهو خطأ.
(135) الأزمنة والأمكنة 2 / 181، المخصص 9 / 15.
(136) الأنواء 123.
(137) جمهرة الأمثال 1 / 124، مجمع الأمثال 1 / 291.
(138) شعره: 4. وفيه: شربت بها.
(139) بلا عزو في النوادر لأبي مسحل 487 والنوادر لأبي زيد 407 والتقفية 417 والاشتقاق 33.

الصفحة 29