كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية

فإذا جمعتَ (أَمْسِ) في القياسِ قُلتَ: مَضَتْ ثلاثةُ آماسٍ، لأنَّهُ من الفِعْلِ (فَعْل) مثل فَرْخٍ وأفراخٍ وفَلْسٍ وأَفلاسٍ. وقالَ الراجزُ (159) :
(مَرَّتْ بنا أَوَّل من أُمُوسٍ ... )
(تميسُ فينا مِشْيَةَ العروسِ ... )
فَجَمَعَهُ على فُعُولٍ مِثْلُ فُروخٍ وفُلوسٍ. وقال بعضُ الأعرابِ (160) أيضاً:
(مَرَّتْ بنا أَوَّلَ من أَمْسَيْنَه ... )
(تَجُرُّ في مَحْفِلِها الرجْلَيْنَه ... )
فثنّى أَمْسٍ.
وأَمْسٍ أيضاً إذا أضَفْتَهُ يجُرُّهُ بَعْضُهُم كحالِهِ قَبْلَ أنْ تضيفَ، كما كانَ ذلكَ في الألفِ واللامِ. فأمَّا أَمْسِ فإذا جَعَلْتَهُ نكرةً فلا جَرَّ فيه، ويجري فيه الإعرابُ. (161)
وأَمَّا (غَدٌ) (162) فليومكَ الذي يُسْتَقْبَلُ. وبَعْدَ غَدٍ لليومِ الذي بَعْدَهُ. والذي يليه اليومُ الثالثُ.
وقالوا في غَدٍ في مَثَلٍ لهم: (غَدْواً انضاجُها وطيبُ لَحْمِها) . يريدُ: غَداً، فَأَظْهَرَ الأصلَ. وقالَ لبِيدٌ (163) :
(وما الناسُ إلاّ كالديارِ وأَهْلُها ... بها يومَ حَلوُّها وغَدْواً بلاقِعُ)
فأظْهَرَ الواوَ وهي الأصلُ لأَنَّها من غَدَوْتُ.
وأَمَّا جَمْعُ غَدٍ فلم نَسْمَعْهُ مجموعاً، والقياسُ فيه: ثلاثةُ أَغْدٍ، مثلُ يَدٍ وأَيْدٍ وجِرْوٍ وأَجْرٍ، لأنَّهُم قالوا: آتيكَ غَدْواً، فصَيَّروهُ على فَعْلٍ.
__________
(159) بلا عزو في اللسان (أمس) وشذور الذهب 100 وهمع الهوامع 3 / 191 وفيه: ميسة، بالسين المهملة.
(160) بلا عزو في الأزمنة والأمكنة 1 / 245 وفيه: أمسية الرجلية.
(161) نقل المرزوقي أقوال قطرب وشواهده في الأزمنة والأمكنة 1 / 244 - 245.
(162) ينظر: اللسان والتاج (غدا) .
(163) ديوانه 169.

الصفحة 33